منها أعلن أمير "داعش" دولته المزعومة
الموصليون يصلون تحت مئذنة الحدباء بعد خمس سنوات على الانتصار

نينوى / تموز 2022/ لحظة انصات الحضور لخطبة صلاة عيد الاضحى المبارك في باحة الجامع النوري تصوير: مصطفى الصفار

مجيد العباجي- كركوك ناو - الموصل

صادف اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك ذكرى النصر على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في الموصل. من على منبر الجامع النوري الكبير أيمن الموصل وقف ابو بكر البغدادي عام 2014 ليعلن عن دولته المزعومة وعاصمتها الموصل في خطبة بثها التنظيم عبر منصاته الإعلامية.


واختير الجامع وفقا لسياقات معتبرة كونه يحظى بمكانة لدى الموصليين لا سيما مئذنته الحدباء التي لازمت المدينة في اسمها وصارت المدينة تدعى بالحدباء.


ويعود عصر بناء الحدباء إلى القرن السادس الهجري حيث أنشئت منارة الحدباء سنة 1170م من قبل والي الموصل عماد الدين زنكي، وسط مسجد كبير يدعى النوري وأخذت المنطقة اسمها من اسم المسجد. فيما طبعت على العملة العراقية فئة ١٠ آلاف دينار.


وسميت المنارة بالحدباء لميلانها وتشكل واحدة من بين أكثر من 17 برجا مائلا في أنحاء متفرقة من العالم.

الموصليون يردون الاعتبار


تزامنت المناسبات في اليوم الأول من عيد الأضحى ليستغلها فريق تراث الموصل في تنظيم صلاة العيد في باحة المسجد والمفتوحة فيما يلف الدمار المكان وسط جهود دولية لإعادة إعمار الجامع والمئذنة على الطراز القديم وبدقة عالية.

نينوى / تموز 2022/ لحظة شروق الشمس خلال خطبة صلاة العيد في الجامع النوري تصوير: محمد وليد

وصادف في اليوم نفسه ذكرى إعلان النصر على تنظيم "داعش" في الموصل قبل خمسة أعوام.

يقول أيوب ذنون مسؤول فريق تراث الموصل، لـ كركوك ناو " اخترنا مبادرة إقامة صلاة العيد في الجامع النوري بسبب مناسبة البدء الفعلي بإعمار المنارة والمسجد وأكثر 150 بيت صغير بمحيط المسجد".

وتقود "اليونسكو" وبدعم إماراتي جهود إعادة إعمار منارة الحدباء بنفس الميلان والأحجار القديمة بعد ترتيبها وتجميعها من المكان بعد أن تناثرث بسبب تفجير متعمد تسبب به التنظيم في آخر نفس له في المدينة القديمة عام 2017 وفي شهر يونيو.

ونظمت اليونسكو مسابقة هندسية للمشاركة في وضع تصاميم خاصة للمسجد تراعي العمق التاريخي للمكان وطراز الموصل المعماري وفازت شركة مصرية بالمركز الأول.

ودربت "اليونسكو" مجموعة من المهندسين المحليين ذكور وإناث من أجل المشاركة في أعمال إعادة الإعمار وعلى الطراز المعماري القديم.

ومع شروق شمس يوم السبت المصادف 7/9/2022. تجمع المئات من أبناء الموصل بحضور نخبوي وثقافي وأمني لأداء صلاة العيد في باحة الجامع المدمر.

نينوى / تموز 2022/ حضور الطاعنين بالسن من اهالي الموصل في  خطبة صلاة العيد في الجامع النوري تصوير: مصطفى الصفار 

وطغت على الخطبة التي ألقاها خطيب شاب يدعى محمد حازم الطائي تعابير التعايش والسلام في المدينة التي انهكتها الحرب وضربت مثالا في التعايش السلمي بين جميع مكوناتها التي تتشكل منهم المحافظة.

يقول الطائي، لـ كركوك ناو "أرسلنا رسالة من الموصل بأن الإسلام رسالة سلام ومحبة وأن الإجرام الذي أداه داعش وزعيمهم الذي خطب هنا لا يمثل الإسلام ولا يمت لهذه المدينة بصلة".

نحن نصلي هنا كدلالة على استمرارية حياة هذه المدينة وأننا لن تتوقف حتى وإن لم يكن المكان جاهزا

ويحظى الجامع النوري برمزية كبيرة لدى الموصليين بسبب القيمة التاريخية للمكان الذي يرجع لألف عام حيث عثر مؤخرا فريق التنقيب الخاص بمفتشية وآثار نينوى على أرضيات عديدة من غرف وقنوات وضوء وغيرها تحت الجامع النوري تعود للعصر الأتابكي تدل على وجود مصلى أقدم من الجامع النوري.

وسادت أجواء الفرح وسط باحة المسجد التاريخي وقبّل الحضور بعضهم كطقس من طقوس انتهاء الصلاة بعد أن عقد الخطيب دعاءه على أن تعود المدينة إلى سابق عهدها لا سيما الجانب الغربي الذي نال جزءا كبيرا من الدمار بمعالمه التاريخية كنائسه ومساجده.


بينما انتهى محمد بشير من تقبيل زميله الذي صلى صلاة العيد بجانبه قال لمراسل كركوك ناو " نحن نصلي هنا كدلالة على استمرارية حياة هذه المدينة وأننا لن تتوقف حتى وإن لم يكن المكان جاهزا".



  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT