فاطمة شمس الدين (29 سنة)، فتاة موهوبة من ذوات الاحتياجات الخاصة، أرسلت في معرض فني رسالة للضيوف مفادها أن كل انسان بمقدوره الوقوف على قدميه حتى وإن لم يكن يستطيع تحريكهما.
في 3 كانون الأول، بالتزامن مع اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، استقبلت فاطمة ضيوف معرضها في إحدى قاعات كركوك وهي جالسة على كرسي وبدأت تشرح لهم الرسائل التي كانت تحملها لوحاتها الفنية التي رسمتها بأناملها.
فاطمة ارتدت الزي الكوردي وهي تحمل باقة زهور أهداها لها الضيوف وبدأت تسرد والابتسامة على محياها قصتها ومعاني لوحاتها الفنية قائلةً، "يجب أن يكون الانسان صاحب إرادة".
أريد أن أنقل الموهبة والشغف الذي بداخلي على ورق الرسم
فاطمة من ذوات الاحتياجات الخاصة أصيبت بالشلل في أطرافها السفلية منذ الولادة، مرت بطفولة قاسية ولم تتمكن من الالتحاق بالمدرية.
لكنها تقول، "رغم أنني كنت أحب أن أدرس، لكن في زمننا لم تكن الدراسة سهلة بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة"، وتابعت، "حبي لدراسة والكتابة جعلني أطلب من أهلي أن يشتروا لي مستلزمات الرسم... كنت أريد أن أنقل الموهبة والشغف الذي بداخلي على ورق الرسم".
في البداية كانت فاطمة ترسم الورود والمناظر الطبيعية، قلما كانت تخرج من المنزل بل كانت تقضي معظم وقتها وهي ترسم.
في عام 2006، حين بلغت سن الـ13، افتتحت أول معرض خاص بها في إحدى مدارس كركوك، ومن هناك توالت أعمالها الفنية والمعارض التي كانت تقيمها.
حين أصبحت في سن الـ24 التحقت بالدراسة المسَرَّعة، وهي الآن تملك شهادة الصف السادس الابتدائي وتريد مواصلة الدراسة.
في 3 كانون الأول الحالي، في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، افتتحت معرضاً فنياً في كركوك لاقى اقبالاً جيداً.
بغية صقل موهبتها، شاركت فاطمة في عدة دورات وحصلت على عدة شهادات في هذا المجال، كما شاركت في عدد من المعارض المشتركة.
لوحات فاطمة الفنية، تجسد معاناة وآلم ذوي الاحتياجات الخاصة وفي نفس الوقت تعبر عن الأمل والسلام بين مكونات المجتمع. الى جانب الرسم تنشغل فاطمة بالأعمال اليدوية والتزيين.
"أريد أن أسعد الناس بلوحاتي وأعمالي... إذا كان الانسان يمتلك الإرادة لن يعيقه شيء عن تحقيق أهدافه".