أكثر من 36 حوضاً لتربية الأسماك تم هدمه في داقوق في إطار حملة تشمل مئات الأحواض الأخرى، ما دفع البعض من أصحاب تلك الأحواض لبيع اسماكهم مقابل سعر زهيد تفادياً لتفاقم الخسائر.
الحملة التي انطلقت قبل أسابيع، تنفذها لجنة أمنية وإدارية مشتركة من دوائر الزراعة والموارد المائية، بحجة أن أحواض السمك غير مرخصة وتشكل خطراً على المياه الجوفية.
"بسبب شكوى مقدمة من دائرة الموارد المائية، طلبت اللجنة أن أفرغ حوض تربية الأسماك بأسرع وقت، لذا اضطررت لبيع أسماكي في السوق بسعر زهيد"، حسبما قال هلال جلال، صاحب حوض لتربية الأسماك في داقوق لـ(كركوك ناو).
أزالت اللجنة حتى الآن 36 حوضاً لتربية الأسماك في مناطق مختلفة من داقوق
الحوض الذي يديره هلال كان يضم 10 آلاف سمكة، باعها بسعر أربعة آلاف و250 دينار للكيلوغرام الواحد، في الوقت الذي يصل سعره الحقيقي لستة آلاف و500 دينار، على حد قول هلال، الذي شدد قائلاً، "تعرضت لخسائر فادحة، بعت اسماكي وأزالت اللجنة حوض الأسماك".
في عام 2022 بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من أسماك داقوق 11 ألف دينار محققاً أعلى سعر خلال الـ10 سنوات الماضية.
قرار إزالة أحواض تربية الأسماك في عدة محافظات، بينها كركوك، صدر قبل أكثر من عام من قبل مجلس الوزراء العراقي لكن تنفيذه تأجل أكثر من مرة، ويأتي القرار في إطار الإجراءات التي تتخذها دائرة الزراعة والموارد المائية بالتنسيق مع غرفة العمليات المشتركة للجيش لإزالة أحواض السمك غير المرخصة بسبب "شح المياه وقلة الأمطار"، فضلاً عن التجاوزات الحاصلة على الكهرباء الوطنية وتأثيرها على المياه الجوفية.
وأشار تقرير للمنظمة الدولية للهجرة –التابعة للأمم المتحدة- الى أن العراق يأتي في المرتبة الخامسة بين الدول المتضررة من التغيرات المناخية وتأثيرات ارتفاع درجات الحرارة، قلة تساقط الأمطار، شح المياه، العواصف الترابية والفيضانات.
عماد رحم الله، مدير دائرة الموارد المائية بداقوق قال لـ(كركوك ناو)، "أزالت اللجنة حتى الآن 36 حوضاً لتربية الأسماك في مناطق مختلفة من داقوق، وذلك بموجب قرار مجلس الوزراء ووزارة الزراعة، لكن الحملة توقفت بصورة مؤقتة بسبب موجة الأمطار وستُستأنف مجدداً".
حملة الهدم والإزالة تشمل في المرحلة الحالية الأحواض التي تم تفريغها ولم تعد فيها اسماك
أصحاب أحواض تربية الأسماك طالبوا الحكومة العراقية في أكثر من مناسبة عن طريق (كركوك ناو) بالتراجع عن قرار إزالة الأحواض، كما نظموا تظاهرة ضد قرار الحكومة.
يقول شلال أحمد، صاحب حوض لتربية الأسماك في داقوق، "للأسف اللجنة تقوم حالياً بهدم وإزالة الأحواض التي تم تفريغها، أما الأحواض التي لم تفرغ بعد، يجبر اصحابها على التوقيع على تعهد بهدم الأحواض بعد تفريغها".
تعتمد الغالبية العظمى من أحواض تربية الأسماك في كركوك على مياه، ويسع كل دونم من الأراضي التي يتم تحويلها الى أحواض سمك لـ750 الى 1000 سمكة، ويشتري مزارعو داقوق الأسماك الصغيرة من مدينة الحلة، مركز محافظة بابل، ويربونها في أحواض تربية السمك.
مدير دائرة الموارد المائية في داقوق قال أن "حملة الهدم والإزالة تشمل في المرحلة الحالية الأحواض التي تم تفريغها ولم تعد فيها اسماك، لكنها ستتوسع لتشمل جميع الأحواض في داقوق".
وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، يوجد في قضاء داقوق (44 كم جنوب مدينة كركوك)، ما يقرب من 3000 حوض لتربية الاسماك تمثل مصدر عيش آلاف العوائل، وتشير إحصائيات دائرة الموارد المائية في داقوق الى أن سبعة أحواض منها فقط مرخصة.