عبر ايزيديو سنجار عن سعادتهم بزيارة وزيرة الخارجية الألمانية لقضاء سنجار ويرونها بمثابة دعم كبير لقضية الايزيديين.
في 9 آذار الجاري، وصلت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك الى قضاء سنجار –الموطن التاريخي للايزيديين- واجتمعت مع فئات مختلفة واستمعت لمطالبهم وشددت على مواصلة الدعم الألماني للمجتمع الايزيدي في العراق.
ميرزا دينايي، أحد الشخصيات الايزيدية وممثلي المنظمات غير الحكومية الذين استقبلوا وزيرة الخارجية الألمانية واجتمعوا معها لمدة ساعة، قال "تحدثنا بشأن الأوضاع في سنجار من جميع النواحي، بالأخص التحديات التي تواجه المواطنين سواء السياسية أو الأمنية أو المتعلقة بعودة النازحين الى ديارهم... كما تحدثنا عن الكيفية التي يمكن للمجتمع الدولي مساعدة سكان المنطقة بها في هذه المرحلة، طالبنا بإنشاء صندوق دولي لمساعدة الأهالي".
بيت التعايش، مركز ثقافي واجتماعي غير حكومي يُدعم مالياً من قبل ميرزا دينايي، كان أول محطة لزيارة وزيرة الخارجية الألمانية.
قبل ثلاثة اعوام رأيت نساء ايزيديات شمال العراق، كن مختطفات، مستعبدات، تعرضن للاغتصاب، آلامهن لا تفارقني
ميرزا دينايي، الحائز على جائزة أورورا السنوية للنهضة الانسانية عام 2019، قال لـ(كركوك ناو)، "تطرقنا في الاجتماع الى قضية إعمار القضاء وكيفية إيصال الخدمات الى سنجار وأطرافها، بالأخص المتعلقة منها بقطاعات التربية والصحة وغيرها، بدورها استمعت لمطالبنا ومقترحاتنا، إجمالاً نحن متفائلون بهذه الزيارة".
وشدد دينايي على أن "زيارة وزيرة الخارجية تدل على أن ألمانيا لن تنسى الايزيديين أبداً وستدعمهم وتساعدهم باستمرار، زيارتها رسالة مبشرة للمجتمع الايزيدي".
وتأتي زيارة آنالينا بيربوك بعد أن قرر البرلمان الألماني (البوندستاغ) في جلسة عقدت يوم 19 كانون الثاني 2023 تصنيف الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها مسلحو "الدولة الاسلامية في العراق والشام-داعش" بحق أبناء المكون الايزيدي في العراق على أنها إبادة جماعية.
وقالت آنالينا حينها في تغريدات باللغة الكوردية، "قبل ثلاثة اعوام رأيت نساء ايزيديات شمال العراق، كن مختطفات، مستعبدات، تعرضن للاغتصاب، آلامهن لا تفارقني. البرلمان الألماني (البوندستاغ) قرر أن تصنف جرائم داعش ضد الايزيديين على انها إبادة جماعية".
وزيرة الخارجية الألمانية زارت السوق القديم وسط سنجار وتحدثت مع عدد من الايزيديين، "جئت لكي أطّلع على أوضاعكم عن كثب"، وقالت "لم نستطع أن نغض النظر عن الإبادة التي ارتكبت بحق الايزيديين، وقفنا مع الضحايا... نريد أيضاً مساعدة الذين هاجروا لكي يعودوا الى ديارهم".
وتضم ألمانيا أكبر عدد من اللاجئين الايزيديين حيث يقدر عددهم بـ150 ألف لاجئ، حسب مؤسسة دويتشة فيلة (DW) الإعلامية الألمانية.
خيري علي، مسؤول منظمة بتريكور لحقوق الانسان، وأحد المشاركين في الاجتماع مع وزيرة الخارجية الألمانية، قال لـ(كركوك ناو)، "تحدثنا حول قضية حقوق الانسان والتحديات التي تواجه أهالي سنجار يومياً، تحدثنا عن الضحايا وقدمنا إحصائية دقيقة بالانتهاكات التي ارتكبت إبان سيطرة مسلحي داعش".
"الايزيديون يتوسمون خيراً بألمانيا، لأنها ساعدتهم في العديد من المواقف والظروف الصعبة، زيارة وزيرة الخارجية الألمانية مهمة في هذه المرحلة، نأمل أن تقدم لنا دعماً أكبر".
قاسم رشو، من سكنة ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار يقول أنه علم بزيارة وزيرة الخارجية الألمانية من وسائل الاعلام وأعرب عن سعادته بتلك الزيارة.
"لدينا عشرات المشاكل، يمكن توفير الخدمات لجميع أنحاء المنطقة بتنصيب إدارة جديدة للقضاء"، بحسب قاسم رشو.
توجد في سنجار حالياً إدارتان، إحداها تدير مهامها من محافظة دهوك والأخرى داخل سنجار، ولا تعترف أي منها بالأخرى.
وقال قاسم رشو، "نطالب بتنفيذ المطالب التي قدمت لوزيرة الخراجية الألمانية في أقرب وقت".
المحطة الأخيرة لزيارة وزيرة الخارجية الألمانية كانت قرية كوجو التي ارتكب فيها مسلحو داعش مجازر بحق الايزيدين، حيث وضعت اكليل زهور على مقبرة الضحايا.