تحديات سياسية وعشائرية تواجه القوات المكلفة من "السوداني" لفرض الأمن في ديالى

ديالى/ آذار 2023/ القوات الأمنية أثناء أداء مهامها في بعقوبة   تصوير: وزارة الداخلية العراقية

أمير خانقيني – خانقين

تواصل القوات الخاصة التي نُشرت بأمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في عموم محافظة ديالى عملياتها لاعتقال المتهمين الذي وصل عددهم المائة، لكن جهود فرض الأمن تواجه تحديات سياسية وعشائرية.

القوات الخاصة انتشرت في محافظة ديالى في 9 آذار الجاري، وتمكنت في غضون الأيام الثلاثة الأولى من اعتقال 196 متهماً ومطلوباً للعدالة، بحسب وزارة الداخلية العراقية.

مصدر رفيع المستوى في قيادة شرطة ديالى قال لـ(كركوك ناو)، "القوات الخاصة أرسلت الى ديالى بأمر مباشر من رئيس الوزراء العراقي، وذلك لتعزيز هيبة الدولة في المحافظة وفرض الأمن بديالى، أستطيع القول أن الأوضاع استقرت مع مجيء هذه القوات".

نشر هذه القوات جاء بعد سلسلة هجمات مسلحة استهدفت المدنيين في مناطق مختلفة من ديالى، آخرها أسفر عن مصرع ثمانية أشخاص من أسرة واحدة، بينهم ثلاث نساء، بقضاء شاربان.

الأشخاص الثمانية كانوا من أقارب رئيس عشيرة بني تميم، حيث تم استهداف المركبة التي تقلهم عن طريق عبوات ناسفة أعقبه هجوم مسلح.

sharban

ديالى/ 7 آذار 2023/ صورة المركبة التي انفجرت بها عبوة ناسفة ليلة الاثنين قبل ان تتعرض لهجوم مسلح اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص من أسرة واحدة، بينهم ثلاث نساء   تصوير: خاص بـ(كركوك ناو) 

مقتل طبيب مشهور يدعى أحمد طلال ليلة 22 شباط أمام منزله بمدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، كان من الحوادث الأمنية التي أثارت ردود فعل كثيرة.

وجاء حادث مقتل الدكتور أحمد بعد ساعات من تصريح لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني شدد فيه على أنه سيتابع شخصياً الملف الأمني لمحافظة ديالى لمنع أية محاولة للاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم.

يوجد صراع مستمر بين قبائل وعشائر ديالى لفرض هيمنتها وتسنم المناصب العليا في المحافظة، بالأخص المناصب الأمنية، الى جانب الصراع الشيعي-السني وتأثيره على قرارات إدارة المحافظة والسلطة القضائية.

مطلع هذا العام شهد إجراء تغييرات في بعض المناصب الأمنية أثارت احتجاجات وتظاهرات لأبناء عشائر المنطقة.

هذه التدخلات، بحسب مسؤولين كبار في شرطة ديالى، أدت الى وقوع حوادث أمنية وجرائم انتقامية.

 

فيديو: نقل جثمان الدكتور أحمد طلال الى المقبرة

 وأسفر " هجوم لداعش ورد انتقامي" في تشرين ألأول 2021 عن مقتل 23 مدنياً في قريتين تابعتين لقضاء شاربان، ولا يزال هذا الحادث مثار جدل وشكوك واتهامات بين عشائر المحافظة.

وقال المسؤول في قيادة شرطة ديالى لـ(كركوك ناو)، "منذ أن وصلت القوات الخاصة، يتم تنفيذ أوامر الاعتقال كما ضبطت مئات الأسلحة المختلفة والمتفجرات والمركبات غير المرخصة".

القوات الخاصة تم نشرها بكثافة في مناطق شاربان وبعقوبة، وتتولى المراقبة الدقيقة في نقاط التفتيش والمواطنين الوافدين الى المحافظة، وأضاف المصدر ، "تقوم هذه القوات أيضاً بمراقبة النقاط الحدودية وتفتيش مركبات الحمل التي يعتقد أنها تنقل مواد مهرّبة ومحظورة".

هناك عراقيل سياسية وعشائرية تواجه القوات الخاصة، هذا تحد يجب تجاوزه لإعادة الاستقرار الى المحافظة

من المقرر أن تستمر العمليات الأسبوع المقبل، "إذا استمرت على هذا النحو ستتغير الأوضاع بشكل كبير وسيسودها الاستقرار، لكن يبدو أن الضغوط العشائرية والسياسية تؤثر على العمليات الأمنية ونتائجها"، بحسب المسؤول في شرطة ديالى.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن أطلقت القوات الخاصة مساء يوم الثلاثاء، 14 آذار، سراح أحد المعتقلين، الذي كان مسؤولاً سابقاً في اللواء 24 للحشد الشعبي بالمحافظة ويمارس حالياً الأعمال التجارية وهو مقرب من قوات بدر.

وفقاً للمعلومات اتي حصل عليها (كركوك ناو)، المتهم من عشيرة بني تميم وهو شقيق النائب في البرلمان العراقي صلاح زيني التميمي، غير أن القوات الخاصة لم تدل بأي توضيح حول سبب اعتقاله وإطلاق سراحه فيما بعد.

وتم إخلاء سبيل المتهم بعد أن نظم قسم من أبناء عشيرة التميم تجمعاً جماهيرياً ضد الطريقة التي اعتقل بها المتهم ونشر صوره أثناء عملية الاعتقال وشددوا على أن "القوات الخاصة فعلت ذلك لإهانته"، وطالبوا بإطلاق سراحه وهو ما تحقق لهم.

ويقول مصدر أمني في ديالى أن "هناك عراقيل سياسية وعشائرية تواجه القوات الخاصة، هذا تحد يجب تجاوزه لإعادة الاستقرار الى المحافظة".

وصلت القوات الخاصة الى قضاء خانقين واطرافه خلال اليومين الماضيين ونصبت نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية بين خانقين وكلار وجلولاء بالتعاون مع الجيش والحشد الشعبي وشرطة خانقين. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT