أهالي الحويجة يعيدون وضع دعائم حياة جديدة

كركوك/ حسين جاسم محمد هو واحد من 86 عاملاً يساعدون في إعادة تأهيل سوق الخضار في الحويجة تصوير: UNDP

كركوك ناو

يعمل حسين جاسم محمد تحت شمس شمال العراق الحارقة. في عمر الـ34 عاما، في وقت تُعد طاقته في ذروتها، حيث ينقل حسين أكواماً من الرمال والحصى ومئات القوالب الخرسانية لساعات بعربة يدوية.

حسين معتاد على العمل اليدوي الشاق وذلك بمساعدة البنائين والنجارين لأكثر من عقد كامل حيث تعلم الكثير عن العمل الجاد الحقيقي. ولديه خبرة في قطع الخشب وخلط الملاط الاسمنتي والخرسانة ووضع الحجارة والطوب الطيني وبناء الجدران والهياكل.

"يتطلب العمل الكثير من القوة والمهارات. قد تتعرق كثيراً وتتألم لكنك تتعلم المزيد عن الحرفة وتتحسن كل يوم. إنه عمل لائق، ويوفر دخلاً لعائلتي" يقول حسين جاسم.

يعمل حسين منذ ثلاثة أشهر مع 85 عاملا اخر في سوق الحويجة للخضروات الذي يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأعاده تأهيله. ويكسب كل منهم 20 دولارا امريكي (حوالي 29,000 ديناراً عراقيا) مقابل ساعات عملهم يوميا.  تُعطى للعمال الذين يشرف عليهم رؤساء العمال ومهندسو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مجموعة متنوعة من المهام حسب مهاراتهم كالتنظيف وتركيب الأسلاك الكهربائية والحفر وخلط الخرسانة ومواد التجديد.

najiba
كركوك/ قدم مشروع النقد مقابل العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي دخلاً لأكثر من 1600 أسرة ترأسها نساء مثل نجيبة  تصوير: UNDP

بالنسبة للمبتدئين في العمل مثل نجيبة طه محمد، يتضمن عملها في الغالب التنظيف بساعات عمل معقولة حيث يأتي العمال في الساعة 7:00 صباحاً ويغادرون في الساعة 2:00 مساءً، مما يسمح للأمهات العاملات مثل نجيبة بقضاء المزيد من الساعات مع أطفالهن في نهاية يومٍ شاق.

تنفق نجيبة ذات 40 عاماً معظم أرباحها على الغذاء والأدوية لزوجها المريض وأطفالهما الأربعة وتأهيل منزلهم الذي تضرر أثناء الصراع بصفتها المعيلة لاسرتها. و تمكنت من شراء أثاث جديد وإجراء إصلاحات منزلية بسيطة.

"ان مشروع النقد مقابل العمل هو فرصة جيدة لأننا نساعد في إعادة بناء منشأت الحويجة وكسب المال في ذات الوقت" يقول نجيبة طه محمد.

وفر حسين بعض من أرباحه لشراء دراجة نارية وبدء خدمة تسليم الطلبات والتوصيل في منطقته رغم أن الوظيفة في سوق الخضار كانت مؤقتة فقط. ويعتقد أنه سيستمر الطلب على هذه الخدمة وستكون مربحة خصوصاً مع إعادة فتح المزيد من المتاجر وعودة المزيد من العائلات.

يقول “ لقد عملت في البناء لسنوات عديدة ولا يوفر ذلك دخلاً ثابتاً. إنها ليست وظيفة عادية، فينتهي عملنا هنا في سوق الخضار بغضون ثلاثة أشهر.”

يأخذ حسين ساعة واحدة فقط للاستراحة بعد العمل في سوق الخضار ثم يركب دراجته النارية الجديدة خلال الساعات الأربع التالية ويتجول في الحويجة ويتنقل من عميل إلى آخر ويستلم ويسلم الطلبات. و يكسب ما لا يقل عن 10 دولارات أميركي (14,000) دينارا عراقيا يوميا من هذا العمل.

tarq
كركوك/ طارق داخل متجر الهواتف الذكية في سوق الحويجة الذي أعيد تأهيله حديثًا  تصوير: UNDP

مثل حسين، يخصص طارق موسى سليمان ذو 42 عاماً بعض من ارباح عمله في متجر الهواتف الذكية في سوق الحويجة للاستثمار في الزراعة، على أمل الحصول على دخل أكثر ثباتاً لإعالة أسرته المكونة من سبعة أفراد.

يشارك طارق قائلا،"لا يزال أطفالي الخمسة يدرسون، لذلك أحتاج إلى مواصلة العمل لدعمهم. حفرت بئراً وبنيت مزرعة باستخدام مدخراتي وزرعت الطماطم والخيار والخضروات الأخرى التي يمكنني بيعها في السوق ".

لا يزال يتعين على طارق العمل في متجر الهواتف الذكية في سوق الحويجة لمدة شهر لكنه متحمس للغاية بشأن إمكانات مزرعة/أعمال الخضار الخاصة به.

ويضيف ايضا: «لطالما أحببت العمل في مزرعة»، متذكراً سنواته الماضية في العمل في حقول القمح. "تتطلب الزراعة الكثير من العمل الجاد والصبر. فالمزارع تؤتي بثمارها ".

يتم تنفيذ مشروع النقد مقابل العمل واعادة تأهيل سوق الخضار في الحويجة والمتاجر المتنقلة من خلال مشروع بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز فرص العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم من قبل الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية المقدمة من خلال بنك التنمية.
 يتسع سوق الخضار في الحويجة لـ 139 متجراً بينما يضم سوق الهواتف الذكية في سوق الحويجة 30 متجراً.

قدم مشروع بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز فرص العمل فرصاً نقدية مقابل العمل لحوالي 5500 شخص اعتباراً من شهر شباط 2023،  ومنحاً نقدية لأكثر من 1600 أسرة تعيلها نساء، وتدريباً على المهارات لـ 1120 شخصاً، وإعادة تأهيل حوالي 2350 منزلًا ومشروعين صغيرين ومتوسطين وبنية تحتية زراعية واحدة.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT