تعتزم قوات الحشد الشعبي في سنجار تشكيل لواء من اهالي المنطقة ومن المقرر أن تُنشر القوة في مناطق مختلفة من القضاء وتوسيع رقعة تواجد الحشد الشعبي.
وفقاً لمسؤول رفيع المستوى في الحشد الشعبي بسنجار، يباشر مهامه حالياً كمساعد آمر اللواء، تم البدء منذ يوم 19 آذار الماضي بتسجيل أسماء الراغبين بالانضمام للّواء ومن المقرر تعيين أكثر من 3000 مسلح.
بركات خدر (29 سنة)، مواطن ايزيدي وأب لثلاثة أطفال، راجع الاسبوع الماضي مع عدد من رفاقه مقر الحشد الشعبي بسنجار لتسجيل اسمه، يقول بركات بأنه علم بشأن اعتزام الحشد تشكيل لواء في سنجار عن طريق عدد من الأشخاص الذين سبق أن سجلوا أسماءهم للانخراط في اللواء. "قررت أن اصبح جزءاً من هذه القوة وأخدم في سنجار".
أبو عباس بشكاني، مساعد آمر لواء سنجار للحشد الشعبي قال لـ(كركوك ناو)، "قرار تشكيل اللواء صدر من قبل الهيئة العامة للحشد الشعبي، الهدف من تشكيله هو خدمة الأمن والاستقرار في سنجار"، وشدد على أن "الحشد الشعبي لعب دوراً مهماً في الحرب ضد داعش وفي هذه المنطقة وكان جزءاً من القوات التي حررت سنجار من قبضة الارهابيين، لذا تقرر تشكيل اللواء للاستمرار في لعب هذا الدور.... نحن هنا وسنبقى هنا".
أريد أن أحمي أرضنا واستقرار المنطقة عن طريق الانضمام لهذه القوة
سيطر مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) على سنجار في آب 2014 وتعرض سكان القضاء للقتل والاختطاف والتهجير، قبل أن تتم استعادته من قبضة التنظيم عام 2015 من قبل القوات العراقية والبيشمركة.
الحشد الشعبي شكل خلال السنوات القليلة الماضية فوجين من أهالي سنجار تم نشر عناصرها جنوبي جبل سنجار.
حول مصير هذين الفوجين، قال أبو عباس بشكاني، "هذان الفوجان سيصبحان جزءاً من لواء سنجار، سيُشكّل فوجان آخران تمهيداً لتشكيل اللواء"، وتابع قائلاً، "حالياً، تم تعيين 1600 مسلح في إطار الفوجين السابقين ومن المقرر تعيين 2000 آخرين".
تشكيل لواء سنجار يأتي في الوقت الذي لم يستتب فيه الاستقرار بالقضاء، حيث لا تزال عشرات الآلاف من العوائل تعيش في النزوح بعضهم في مخيمات بمحافظة دهوك، رغم مرور ثمان سنوات على حرب داعش.
وقال بركات خدر، الذي سجل اسمه الاسبوع الماضي في اللواء الجديد، "أريد أن أحمي أرضنا واستقرار المنطقة عن طريق الانضمام لهذه القوة"، وأضاف، "كما أن الراتب الذي سأستلمه سيؤمّن حياةً كريمة لي ولأفراد عائلتي".
حسب متابعات (كركوك ناو)، تتواجد أكثر من خمس قوى مسلحة في سنجار، من بينها الحشد الشعبي، وحدات مقاومة سنجار (اليبشة)، الشرطة المحلية، الجيش العراقي و بيشمركة ايزيدخان، لكن هذه القوى كانت في نزاع دائم على مدار السنوات الثلاث الماضية لفرض نفوذها في القضاء.
كانت هناك حالة من الاستياء بين أهالي سنجار خلال السنوات الماضية بشأن قضية تواجد قوات متعددة وانعدام الاستقرار في القضاء، وتمثلت ردود الفعل بتظاهرات واحتجاجات أبرزها التظاهرات التي شاركت بها مجموعة من شباب سنجار للمطالبة بإخراج تلك القوات من سنجار والإبقاء على الشرطة المحلية فقط، ورغم استمرار التظاهرة على مدار شهرين إلا أنهما لم تثمر عن نتائج ملموسة.
وقال مساعد آمر لواء سنجار في الحشد الشعبي، "لن يكون هناك تمييز في تسجيل أفراد اللواء الجديد، بإمكان كل من يرغب بالانضمام مراجعتنا... سيباشر اللواء مهامه مباشرةً بعد إقرار الميزانية".
الأقليات لا تشعر بالأمان، الأوضاع السياسية وأمن البلاد يواجه مصيراً مجهولاً
حول مواقع تمركز اللواء، قال أبو عباس بشكاني، "سنرسل فوجاً كاملاً الى ناحية سنوني والمناطق الأخرى الواقع شمالي جبل سنجار، أما البقية فستتمركز في الجزء الجنوبي... بهذا نستطيع حماية أمن واستقرار المنطقة بالتعاون مع القوى والجهات الأمنية العراقية الأخرى".
قضاء سنجار يتبع محافظة نينوى إدارياً ويبعد حوالي 120 كم غرب مدينة الموصل، غالبية سكانه من أتباع الديانة الايزيدية اضافةً الى أقلية من العرب والمسيحيين.
تعتبر سنجار من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان، وحسم مصيرها مرهون بتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي.
وفقاً لتقرير لمنظمة (مركز سيزفاير للحقوق الدينية)، المشهد الأمني في المناطق المتنازع عليها بات أكثر تعقيداً بعد مرحلة "الدولة الاسلامية في العراق والشام-داعش"، نظراً لأن العمليات العسكرية السابقة مهدت الأرضية للحشد الشعبي لتشكيل فصائل مسلحة جديدة على ميزانية الحكومة، بالرغم من أن نشاطاتها خارج إطار سلطة الدولة.
وجاء أيضاً في التقرير، "الأقليات لا تشعر بالأمان، الأوضاع السياسية وأمن البلاد يواجه مصيراً مجهولاً في ظل سطوة الميليشيات المسلحة، من بينها الحشد الشعبي.