نساء يكسرن القاعدة.. خديجة الأولى وتشجع الاخريات لشغل منصب "المختار" في كركوك

كركوك/ دورة خاصة بتشجيع النساء على الترشح لتولي منصب المختار   تصوير: إعلام جمعية الأمل العراقية

ليلى أحمد

"العمل كمختار يمنحنا القوة، نحن النساء نستطيع أداء هذه المهمة أيضاً"، هذا ما تقوله خديجة أحمد (54 سنة) التي أصبحت أول امرأة تشغل منصب مختار لمنطقتين في قضاء الحويجة، "منصب المختار يشجعنا على الانخراط في المزيد من النشاطات ".

خديجة متزوجة ولديها ثلاثة اولاد وابنة واحدة، هذا العام نجحت في كسب دعم سكان أحياء الحرية والمحطة وباشرت عملها كمختارة للمنطقتين بعد تقاعد المختار السابق.

هذه الخطوة، على حد قولها، لم تكن سهلة، لكن ثقتها بنفسها والدعم الذي حظيت به من السكان والتشجيع الذي تلقّته من إحدى منظمات المجتمع المدني سَهل مهمتها وأصبحت أول امرأة تشغل منصب مختار.

"لم تعد الأمور صعبة بالنسبة لي الآن، الهدف هو أن لا يقتصر هذا المنصب على الرجال فقط، مثلما هناك نساء نواب،وفي سلك الشرطة، تدريسيات ومدراء، بإمكاننا أن نشغل منصب مختار الحي"، بحسب خديجة.

أحظى بحب ودعم سكان الحي، ساعدت العديد من النساء لإيصال صوتهم

بموجب قانون المختار الذي تم إقراره في عام 2011، أي شخص (رجل أو امرأة) يريد الترشح لمنصب المختار، يشترط أن يحمل الجنسية العراقية، متزوج، عمره ليس أقل من 30 سنة ولا أكثر من 65 سنة، كما يجب أن يتمتع بسمعة حسنة في المجتمع ويحظى بدعم سكان الحي أو القرية، وخديجة توفرت فيها كافة هذه الشروط.

الشروط القانونية الأخرى كانت موجودة في خديجة، فلديها شهادة الصف السادس الابتدائي، وتسكن المنطقة التي ترشحت فيها منذ 10 سنوات، كما أثبت التقرير الطبي سلامتها الصحية والبدنية. ويشترط القانون أيضاً أن يكون المرشح "غير محكوم عليه بأية جنحة أو جريمة مخلة بالشرف، وأن لا تكون له صلات بالأجهزة الأمنية للنظام السابق، ولا ينتمي لأي كيان أو حزب سياسي".

بعد مباشرة خديجة لمهامها، تقدمت 12 سيدة أخرى في كركوك، بعد الحصول على موافقة سكان المناطق التي يعشن فيها، بطلب الى قائممقامية كركوك للترشح لمنصب الـ"مختار".

ميامي نامس (45 سنة)، إحدى السيدات اللائي قدمن طلبات للعمل بصفة مختار، قالت "تتوفر فيّ جميع الشروط، أحظى بحب ودعم سكان الحي، ساعدت العديد من النساء لإيصال صوتهم، وهذا من أسباب كسبي لدعم سكان الحي".

muxtar1

كركوك/ دورة خاصة بتشجيع النساء على الترشح لتولي منصب المختار   تصوير: إعلام جمعية الأمل العراقية

ميامي، ناشطة في مجال حقوق المرأة وعملت سابقاً في إطار برنامج لتوعية الناس حول مخاطر الزواج المبكر للفتيات.

تقول ميامي، "النساء قويات وبإمكانهن أن يشغلن منصب المختار، ربما النساء ملائمات أكثر لهذا العمل، لأنهن لعبن دوراً جيداً أثناء النزاعات والأزمات".

حسب تعليمات وضوابط وزارة الداخلية، يتوجب على مختار الحي أو القرية، بعد تكليفه بهمامه، إجراء احصائية دقيقة تخص سكان الحي أو القرية ويحفظ المعلومات في سجل بصورة سرية، مع إخطار الجهات المعنية عن أي تحركات وأعمال مشبوهة تهدد أمن المنطقة، أو أي تجاوزات على الأملاك العامة والأعمال غير القانونية والمنافية للآداب.

الظروف الحالية في كركوك تتطلب مشاركة المرأة في السلام والتعايش، والمختارية هي من المجالات المرتبطة مباشرة بالتعايش ويمكن أن تلعب دوراً في هذا المجال

سرود أحمد، مسؤولة فرع كركوك لجمعية الأمل العراقية لحقوق الانسان تعرب عن دعمها لميامي نامس وتقول ربما النساء ملائمات أكثر لشغل منصب المختار.

وقالت سرود، "برأيي، في حال حدوث مشكلة أو حالة عنف، إذا كان المختار امرأة يمكنها حل المشكلة والحؤول دون تفاقمها. فهي ستفهم الوضع بصورة اسرع ما يسهل الأمر على الضحايا".

"نحن ندعم انخراط النساء في العمل بصفة مختار، لأن الظروف الحالية في كركوك تتطلب مشاركة المرأة في السلام والتعايش، والمختارية هي من المجالات المرتبطة مباشرة بالتعايش ويمكن أن تلعب دوراً في هذا المجال"، وتابعت سرود، "ترتكب العديد من حالات العنف بحق النساء، يتعرضن للطرد أو قد تهرب من المنزل، إذا كان مختار الحي امرأة سيصبح منزلها مأوى للضحايا لحين إيجاد حل لمشاكلهن... لكن الرجال لا يعرفون كيف يتعاملون مع مثل هذه الحالات".

جمعية الأمل العراقية، كانت من المنظمات التي شجعت النساء على الترشح للعمل بصفة مختار، وذلك بعد فتح عدة دورات توعية لهن.

وأوضحت سرود بأن الفكرة نشأت بعد أن لاحظوا أن قسماً كبيراً من النساء يتعرضن لمشاكل حين يلجأن للمختار.

لذا، في عام 2021 اطلقت حملة لتشجيع النساء على الترشح لمنصب المختار. تضمنت الحملة دورات توعية واجتماعات وندوات بمشاركة النساء وإدارة وقائممقامية كركوك.

WhatsApp Image 2023-05-25 at 3.51.30 PM
كتاب من إدارة كركوك يشدد على أن النساء بإمكانهن الترشح لمنصب المختار

في 28 تموز 2021، أثيرت القضية للمرة الأولى، حين وجّه مدير قسم شؤون المواطنين في إدارة كركوك كتاباً الى رئيس هيئة المستشارين للاستفسار عن امكانية ترشح النساء للعمل بصفة مختار في قضاء الحويجة، ورداً على ذلك، يقول عماد دحام، رئيس هيئة المستشارين، "لا يوجد نص قانوني لا يسمح بترشح المرأة لمنصب المختار، إذا توفرت فيها الشروط المطلوبة".

وقالت سرود، "بصورة عامة، لاقت حملتنا استقبالاً جيداً من قبل النساء وإدارة وقائممقامية كركوك، الآن هناك العديد من النساء ممن يرشحن للعمل بصفة مختار".

وفقاً للتعليمات، يجب أن لا يكون المختار موظفاً في الدولة، ويحصل على راتب شهري من الحكومة قدره 250 ألف دينار، ويرتبط المختار مباشرةً بالقائممقامية.

أشعر بأنني اتخذت خطوة موفقة، أنتظر بلهفة موافقة القائممقامية على ترشحي ومباشرة مهامي

فلاح يايجلي، قائممقام كركوك وكالةً، قال "الآن لدينا امرأة بمنصب مختار في الحويجة، تلقينا 12 طلب من نساء يرغبن بالترشح للمنصب ونحن ندعم النساء لتولي منصب المختار والقانون يدعمهن، فقط يجب أن تتوفر فيهن الشروط".

جمعية الأمل قررت، في إطار مشروع، فتح دورة خاصة للنساء اللائي يشغلن منصب مختار، بانتظار مباشرة 12 امرأة مهامها داخل مدينة كركوك وفي الأقضية والنواحي.

تقول سرود، "نريد أن يصبحن مطّلعات على القوانين، كيفية التعامل مع الناس والشرطة وكيفية التعامل مع المشاكل".

ديمن أحمد (40 سنة)، مرشحة لشغل منصب مختار قرية كوبتبة بمحافظة كركوك، قالت، "أشعر بأنني اتخذت خطوة موفقة، أنتظر بلهفة موافقة القائممقامية على ترشحي ومباشرة مهامي".

خديجة أحمد، الامرأة الوحيدة التي تعمل بصفة مختار في كركوك و تحديدا بقضاء الحويجة، تقول "أريد أن أقول للنساء أن منصب المختار يمنحنا القوة والدعم، نساء ورجال الحويجة والعشائر يدعمون الخطوة التي اتخذتها".

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT