عيدان سعدون، الشاب الذي اعتدى عليه ثلاثة من أفراد الشرطة بالعصي تم إخلاء سبيله بكفالة بعد يومين قضاهما في السجن بانتظار أن تحسم المحكمة الدعوى القضائية التي تقدم بها عيدان والجهة الأمنية.
يوم الأربعاء، 5 تموز، اعتدى ثلاثة من أفراد الشرطة بالعصي على شاب أمام مبنى دائرة الجنسية في تل عزير، حسبما اظهر مقطع فيديو أرسل لـ(كركوك ناو) من قبل أحد شهود العيان.
الشاب الذي تعرض للاعتداء يدعى عيدان سعدون (18 سنة)، وكان يراجع الدائرة لإصدار البطاقة الوطنية.
سعدون مراد، والد عيدان، قال لـ(كركوك ناو)، "رغم تعرض ابني للضرب، لكن صدر أمر اعتقال بحقه وأودع السجن في نفس اليوم وكان من المقرر أن يبقى محتجزاً حتى يوم 16 تموز، لكن بجهود بعض شخصيات سنجار، أخلي سبيله في الـ7 من هذا الشهر وعاد الى بيته".
مقطع فيديو يظهر ثلاثة من منتسبي الشرطة يعتدون على شاب. الفيديو أرسل لـ(كركوك ناو) من قبل أحد شهود العيان
حسبما ظهر في مقطع الفيديو، الشاب عيدان كانت بيده استمارة صفراء، في البداية يتعرض للدفع من قبل شرطي والذي ينهال بالضرب باستخدام عصى على رأسه، بعد ذلك اعتدى عليه المنتسبان الآخران وتعرض الشاب لما لا يقل عن 10 ضربات بالعصي على رأسه.
ويظهر الفيديو الشاب وهو يحاول الدفاع عن نفسه لكنه لا يستطيع، الى أن تدخل بعض الناس المتواجدين أمام مبنى الدائرة.
"البعض يقولون أن عيدان حاول أن يتجاوز دوره في الطابور ليدخل الدائرة، لكن ما يقال غير صحيح فهو أراد فقط أن يستفسر من أحد الشرطة لكنهم ردوا عليه بالضرب"، والد عيدان مصر على الدعوى القضائية التي سجلها ضد الشرطة وشدد قائلاً، "لن نتنازل عن حقنا".
أسرة عيدان نزحت الى اقليم كوردستان في عام 2014 وعادت الى سنجار في 2020.
مصدر في شرطة سنجار، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ(كركوك ناو)، "عيدن أطلق سراحه بكفالة لكن قضيته لا تزال في المحكمة، والد الساب شرطي وسجل دعوى صد منتسبي الشرطة الثلاثة، في المقابل سجل الثلاثة دعوى ضد عيدان".
ويتهم أفراد الشرطة الثلاثة عيدان بـ"تمزيق ملابسهم والتفوه بكلمات غير لائقة أثناء مقاومته لهم".
وقال المصدر، "لا نعرف من المذنب بينهم لذا ننتظر أن تحسم المحكمة القضية".
دائرة البطاقة الوطنية في ناحية القحطانية (تل عزير)، حيث وقع الحادث، أعيد افتتاحها منتصف حزيران الماضي وهي مكتظة بشكل يومي.
قيادة شرطة محافظة نينوى، أكدت في بيان صدر يوم 5 تموز، توقيف أفراد الشرطة الثلاثة وتشكيل لجنة لمتابعة القضية واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين.
بموجب المادة 29 من الدستور العراقي تمنع كل اشكال العنف والتعسف في الاسرة والمدرسة والمجتمع، كما تنص المادة 413 من قانون العقوبات العراقي على أن من اعتدى عمدا على آخر بالجرح او بالضرب او بالعنف او بارتكاب أي فعل آخر مخالف للقانون فسبب له أذى يعاقب بالحبس لمدة تصل الى ثلاث سنوات.
فاخر خلف، شخصية دينية ايزيدية مطلعة على القضية قال لـ(كركوك ناو)، "كواجب ديني واجتماعي، تواصلت في البداية مع عدة جهات أمنية لحل المشكلة وتجنب تفاقمها، لحسن الحظ تم إخلاء سبيل عيدان بكفالة بجهودنا وجهود بعض الجهات الأخرى".
تقع القحطانية (تل عزير) غربي محافظة نينوى، وتعد الناحية من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان، واسوةً بباقي المناطق التي يقطنها الايزيديون، تعرضت لهجوم تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام-داعش". وشهدت الأعوام القليلة الماضية عودة البعض من سكانها من مخيمات النازحين".