الآلاف من منتسبي القوات الأمنية والنازحين لم ترد أسماؤهم في سجلات الناخبين ما منعهم من المشاركة في الاقتراع الخاص لانتخابات مجالس المحافظات العراقية، كم حرم قسم آخر منهم من التصويت بسبب مشاكل تتعلق بأجهزة قراءة البصمات.
عملية الاقتراع الخاص انطلقت في الساعة 7 من صباح يوم السبت، 16 كانون الأول 2023 واستمرت حتى الساعة 6 مساءً لاختيار أعضاء مجالس 15 محافظة عراقية ومن المقرر أن يجرى التصويت العام يوم الاثنين، 18 كانون الأول.
وفقاً لإحصائيات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، مليون وألفان و393 شخص كان يحق لهم المشاركة في الاقتراع الخاص، أي ما يعادل أكثر من 6 بالمائة من مجموع الناخبين وعددهم 16 مليون و158 ألف شخص.
48 ألف و260 ناخب نازح كان يحق لهم المشاركة في التصويت الخاص، جميعهم يقيمون في مخيمات اقليم كوردستان التي خصص لها 120 محطة اقتراع في 35 مركز انتخابي.
حسب متابعات موقع (كركوك ناو) الذي قام بتغطية عملية الاقتراع في محافظات نينوى، كركوك، صلاح الدين، ديالى ودهوك، أبرز المشاكل التي واجهت الناخبين تمثلت بعدم قراءة البصمات وعدم ورود أسماء قسم من الناخبين في سجلات المفوضية.
خلات سليمان، نازحة مقيمة في مخيم جم مشكو بمحافظة دهوك قالت أن "أكثر من ألف ناخب لا توجد أسماؤهم في سجلات الناخبين"، واشارت الى أن أي ناخب لا يوجد اسمه في التصويت الخاص يتوجب عليه العودة الى منطقته الأصلية والمشاركة في التصويت العام، "لكن من الصعب أن يتمكن النازحون من العودة الى سنجار فلإدلاء بأصواتهم".
في مخيمات دهوك لوحدها، حوالي 40 ألف نازح كان يحق لهم التصويت، معظمهم من نينوى، بالأخص ايزيديي سنجار، وفقاً لقانون انتخابات مجالس المحافظات، بإمكان الناخبين النازحين من قضاء سنجار، سواء كانوا يقيمون داخل المخيمات أو خارجها، التصويت مباشرةً لدائرتهم الأصلية دون الحاجة للعودة.
لكن نازحي المناطق الأخرى، فقط المقيمون منهم داخل المخيمات بإمكانهم التصويت مباشرة لدوائرهم الأصلية من المخيمات، فيما يتوجب على الآخرين العودة الى مناطقهم للمشاركة في التصويت العام.
غزالي حسين، نازحة مسنة في مخيم شاريا، بالكاد تمكنت من الإدلاء بصوتها لأن جهاز قراءة البصمات لم يكن يعمل بصورة جيدة، "بعد عدة محاولات وبعد تنظيف رؤوس اصابعي قرأ الجهاز بصمتي وتمكنت من الإدلاء بصوتي"، وقالت غزالي لـ(كركوك ناو) أن عدداً من افراد أسرتها لم ترد أسماؤهم في السجل وطلبوا منهم العودة الى سنجار.
وفقاً لمتابعات مراسلي (كركوك ناو)، أغلب المخيمات واجهت مشكلة عدم وجود أسماء بعض النازحين في سجلات الناخبين، نظراً لأن قسماً من النازحين حصلوا على تصريحات بالعودة الى مناطقهم لذا نقل مكان تصويتهم الى سنجار.
لم تبق مخيمات للنازحين في محافظات العراق، لكن في اقليم كوردستان يتواجد أكثر من 600 ألف نازح، يتوزع قيم منهم على 26 مخيماً.
خالد عباس، مدير مكتب مفوضية الانتخابات في دهوك قال لـ(كركوك ناو) بأنهم يستندون الى سجلات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية لإعداد سجلات الناخبين النازحين، لذا الأشخاص الذين لم ترد اسماؤهم هنا يتوجب عليهم العودة الى مناطقهم الأصلية في يوم التصويت العام.
وأوضح أن الناخبين الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل ارتفاع الضغط ومرض السكري لم تقرأ الأجهزة بصماتهم بسبب كثرة آثار الابر على أصابعهم، نتيجة لذلك حرموا من المشاركة في الانتخابات. لم تتوفر لدى خالد عباس إحصائية دقيقة تخص هذه الحالة لكنه قال بأن عددهم يقترب من 100 شخص.
القوات الأمنية والعسكرية في معظم المناطق، اسوةً بالنازحين، عانوا من مشاكل تتعلق بقراءة البصمات وسجلات للناخبين. بحسب منظمة نور، وهي منظمة محلية تتولى مراقبة الانتخابات، المئات من الناخبين حرموا من التصويت في مركزين انتخابيين بالسليمانية.
في اقليم كوردستان، أكثر من 53 ألف منتسب في القوات التابعة للحكومة الاتحادية كان يحق لهم المشاركة في الاقتراع الخاص لانتخابات مجالس المحافظات، حسب إحصائيات المفوضية.
عدد الناخبين في التصويت الخاص بكركوك كان 57 ألف و330 شخص، خصص لهم 26 مركز انتخابي مؤلف من 135 محطة اقتراع، ووفقاً لإحصائيات المفوضية بلغت نسبة المشاركة 70 بالمائة.
مراسل (كركوك ناو) في داقوق، نقلاً عن عدد من الناخبين المشاركين في التصويت الخاص أشار الى أن قسماً منهم، وهم من سكان القضاء، لم ترد أسماؤهم في السجلات وتبين أن أسماءهم وردت في سجلات الناخبين بمحافظات ديالى وصلاح الدين.
دادور حسين عبد السادة، عضو المكتب الوطني للمفوضية والمشرف على الانتخابات في كركوك صرح لقناة العراقية شبه الرسمية بأنه لم تسجل أية شكاوى في المحافظة تؤثر على سير العملية كما لم تسجل انتهاكات.
في محافظة نينوى، بلغ عدد الناخبين من منتسبي القوات الأمنية 99 ألف و726 شخص، أدلوا بأصواتهم عن طريق 234 محطة اقتراع في 49 مركز انتخابي.
المتحدث باسم مكتب المفوضية في نينوى، سفيان المشهداني، قال لـ(كركوك ناو) أن 75 بالمائة من الناخبين شاركوا في التصويت، أي ما يعادل 75 ألف ناخب.
وفي صلاح الدين، بلغ عد الناخبين أكثر من 67 ألف ناخب وبلغت نسبة المشاركة 76 بالمائة، أما في ديالى فكان عدد الناخبين 57 ألف شخص ووصلت نسبة المشاركة الى 78 بالمائة.
في قضاء خانقين التابع لمحافظة ديالى، تم منع الصحفيين من التغطية الاعلامية بحجة عدم تحديد أي مركز انتخابي للصحفيين في القضاء.
سلام مهدي، مسؤول قسم الإعلام في مفوضية الانتخابات بديالى قال لـ(كركوك ناو)، "في ديالى تم تحديد مركزين انتخابيين فقط للتغطية الاعلامية وهما في بعقوبة وشاربان"، لكنه أوضح بأن الاعلاميين سيمكنهم تغطية العملية الانتخابية في خمسة مراكز انتخابية بديالى خلال التصويت العام، أحدها سيكون في خانقين.
يأتي ذلك في الوقت الذي ينص فيه قانون حقوق الصحفيين في العراق على أن للصحفيين حرية العمل وحق التواجد في جميع المؤتمرات والاجتماعات العامة لأداء الواجب المهني.
أجهزة العد الإلكترونية للتصويت توقفت في الساعة 6 مساءً لتنقل النتائج الى المركز الرئيسي للمفوضية، وبموجب القانون يجب أن يتم عد الأصوات داخل المراكز الانتخابية يدوياً قبل نقل صناديق الاقتراع.
عملية عد وفرز الأصوات تجري بمشاركة ومراقبة أكثر من مليون من موظفي مراكز الاقتراع، المراقبين المحليين والدوليين، ممثلي الأحزاب والقوائم والصحفيين، ووفقاً لإحصائيات المفوضية أكثر من 700 ألف شخص أدلوا بأصواتهم في الاقتراع الخاص بنسبة مشاركة بلغت 67 بالمائة.
الفريق الركن قيس المحمداوي، رئيس اللجنة الأمنية للانتخابات شدد في مؤتمر صحفي عقد يوم السبت، 16 كانون الأول، أن "نقل عصا الذاكرة ستكون أولوية أولى كونها تحتوي على كل البيانات، ولا توجد مناطق نائية كي تتطلب صناديق الاقتراع نقلا بالطائرات"، لافتاً الى أن " نقل عصا الذاكرة بالتصويت العام سيكون عبر طيران الجيش والقوة الجوية من المحافظات إلى بغداد".
وأوضح بأنه لا يوجد تصويت خاص في إقليم كردستان لقوات البيشمركة، ويتم الاعداد حالياً لمهمة أكبر وهي حماية وإدارة الملف الأمني للتصويت العام في 18 كانون الأول 2023.
انتخابات مجالس المحافظات العراقية لم تُجر في منذ عام 2013 وشاركت فيها محافظة كركوك مرة واحدة فقط عام 2005. من بين خمسة آلاف و900 مرشح لمجالس 15 محافظة عراقية سيتم انتخاب 285 ممثل، من ضمنها 10 مقاعد كوتا خصصت للمسيحيين، الصابئة المندائيين، الكورد الفيليين، الايزيديين والشبك.