لم ينكر أوس ابراهيم المهداوي قطّ القومية العربية التي ينتمي إليها، لكنه يقول بأنه سيمثل غالبية كورد خانقين في مجلس محافظة ديالى ويؤكد أن خانقين قضاء كوردستاني ويجب أن يُلحق بإقليم كوردستان.
أوس لا يعتبر نفسه ضيفاً في خانقين، رغم أنه ولد وترعرع في قضاء شاربان، لكن انتقل الى خانقين عام 2005 بسبب "النزاعات الطائفية" والتحق بصفوف الاتحاد الوطني الكوردستاني.
أوس ابراهيم رشح نفسه لانتخابات مجلس محافظة ديالى في إطار قائمة الاتحاد الوطني الكوردستاني، ووفقاً للنتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، حصل أوس على أغلب أصوات قائمته ضمن المقعد الوحيد الذي فاز به الاتحاد الوطني والكورد في محافظة ديالى.
"أعتبر نفسي أبن خانقين، لأنني أعيش في هذا القضاء منذ 18 سنة"، حسبما قال أوس ابراهيم لـ(كركوك ناو).
أوس من المكون العربي في قضاء شاربان (شمال شرقي محافظة ديالى)، من مواليد 1978 وتخرج من كلية الهندسة المدنية بجامعة بغداد، متزوج وأب لطفلين ولد كلاهما في خانقين، وزوجته أستاذة في جامعة كرميان على ملاك حكومة اقليم كوردستان.
"صحيح أني من المكون العربي، لكنني ترشحت عن قامة الاتحاد الوطني، وهو حزب كوردستاني لا يفرق بين القوميات والمكونات، القائمة ضمت مرشحين آخرين من المكونين العربي والتركماني... تكيفت مع بيئة وثقافة خانقين لدرجة أنني لا أشعر بالغربة".
ويقول، "الأصوات التي حصلت عليها، أغلبها اصوات كورد خانقين، فهم وضعوا ثقتهم بي ومن واجبي أن أحافظ على هذه الثقة".
في انتخابات مجلس محافظة ديالى التي أقيمت يوم 18 كانون الأول 2023، حصل أوس ابراهيم، الذي كان المرشح رقم 5 في القائمة، على أكثر من 4 آلاف صوت وجاء في المرتبة الأولى بين 30 مرشحاً، وضمن المقعد الوحيد للاتحاد الوطني طبقاً لنتائج الانتخابات ونظام سانت ليغو.
الأحزاب الكوردية شاركت بثلاث قوائم و50 مرشحاً في ديالى، حصدوا ما مجموعه اكثر من 36 ألف صوت كان نصيب الاتحاد الوطني منها أكثر من 28 ألف صوت ضمنت لهم مقعداً، في حين كان للكورد ثلاثة ممثلين في مجلس محافظة ديالى السابق.
ولفت أوس ابراهيم الى أن، "90 بالمائة من الأصوات التي حصلت عليها كانت من ناخبي مركز قضاء خانقين وذلك لأنني كنت رئيس بلدية القضاء ضمن حصة الاتحاد الوطني في الفترة من 2018 الى 2019، وفرنا خلالها العديد من المشاريع الخدمية للمواطنين".
ينتشر كورد ديالى في المناطق المتنازع عليها بقضاء خانقين وأطرافه، حيث يقدر عدد سكان هذه المناطق بـ238 ألف شخص، حسب احصائيات الجهاز المركزي للإحصاء لسنة 2019، ويرتبط مصير هذه المناطق إدارياً بتنفيذ المادة 140 من الدستور لحسم عائديتها بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان.
"نعمل بجد لتنفيذ المادة 140 من الدستور، واثق كلياً من أن خانقين مدينة كوردستانية ويجب أن تعود لإقليم كوردستان، لأن نظام البعث في العراق قام بتهجير سكانها والاستيلاء على ممتلكاتهم، يجب أن يعود الحق لأصحابه"، بحسب أوس ابراهيم المهداوي.
ويقول أوس " تعلمنا ثقافة قبول الآخر من مدرسة مام جلال (السكرتير العام الراحل للاتحاد الوطني)، رغم أن غالبية سكان خانقين من الكورد، عفى مام جلال عن العرب الوافدين بعد 2003 وطلب منهم مغادرة المدينة وإعادة أملاك الكورد".
الى جانب العمل الإداري والسياسي، أوس ابراهيم رياضي متمكن حيث ذكر بأنه مارس لعبة كمال الأجسام تسع سنوات في نادي البيشمركة وأحرز ألقاب في عدة بطولات.
يقول أوس ابراهيم بأن في جعبته خطط لتنفيذ مشاريع خدمية في جميع المجالات ويسعى لتحسين الأوضاع في خانقين، "جئت الى الدنيا في شاربان، لكنني اعيش في خانقين وسأموت فيه".