التهديد بفصل التدريسيين وممارسة الضغوط عليهم، يدخل مرحلة جديدة في محافظة السليمانية وذلك بعد توقيف ما لا يقل عن 20 من منظمي التظاهرات لسبع ساعات من قبل قوات الآسايش، فيما بدأت وزارة التربية سلسلة إجراءات جديدة لفصل المضربين عن الدوام.
الضغوط الجديدة التي تم التلويح بها يوم السبت، 20 كانون الثاني، كانت لهدفين رئيسيين، الأول إعادة المدرسين والمعلمين في السليمانية الى قاعات الدراسة، والثاني منع تنظيم تظاهرة واسعة يوم الأحد، 21 كانون الثاني، رداً على تهديدات الحكومة.
قرابة 60 ألف معلم ومدرس أضربوا عن الدوام منذ بدء العام الدراسي، في منتصف شهر أيلول و ثلاثة آلاف مدرسة لم تفتح ابوابها ليَحرم بذلك 600 ألف طالب وطالبة من الدراسة في المدارس الحكومية.
المطلب الرئيسي للتدريسيين والذي يشترطونه لإنهاء الاضراب يتمثل بصرف رواتبهم دون تأخير، حيث أنهم لم يستلموا رواتب الأشهر الثلاث الأخيرة من عام 2023، دون أن يحصلوا على رد مقنع من الحكومة.
"ننظم تظاهرات منذ سنوات ولم نطلب الحصول على موافقات ولم نرتكب أية مخالفات
يوم السبت، 20 كانون الثاني، في الوقت الذي كانت الاستعدادات تقام لتحديد موعد تظاهرة واسعة في مناطق مختلفة من محافظة السليمانية، تم اعتقال ما لا يقل عن 20 من منظمي التظاهرات من قبل آسايش السليمانية حيث جرى توقيفهم لسبع ساعات.
عثمان كولبي، أحد المعتقلين من قبل الآسايش قال لـ(كركوك ناو)، "قالوا لنا: الى هنا وكفى... لن نسمح من الآن بالتظاهرات، يجب أن تنهوا الاحتجاجات، لأنكم لم تحصلوا على موافقة لتنظيم المظاهرة، ستتحملون المسؤولية بأنفسكم، تلك كانت رسالتهم"، ولفت كولبي الى أن معاملة الآسايش لهم كانت اعتيادية وقال "لم نرى شيئاً مسيئاً، فقط مدة التوقيف كانت طويلة وصلت لست أو سبع ساعات".
وأضاف، "قلنا بأننا سنقيم التظاهرة غداً، سنشرف عليها ونطالب بقوتنا وقوتكم، لكن بأسلوب مدني".
بموجب قانون تنظيم التظاهرات الذي صدر من برلمان كوردستان، يتوجب تقديم طلب مسبق لإجراء التظاهرة والحصول على موافقة الحكومة، لكن عثمان كولبي قال "ننظم تظاهرات منذ سنوات ولم نطلب الحصول على موافقات ولم نرتكب أية مخالفات".
نحتج على توقيف هؤلاء التدريسيين من قبل الآسايش، يجب الاستماع لمطالب التدريسيين وتنفيذها
تظاهرات التدريسيين التي جرت خلال الأشهر الأربع الماضية في مدينة السليمانية والأقضية والنواحي التابعة لها لم تشهد توتر أو صدامات مقارنة بالتظاهرات التي شاركت فيها فئات وطبقات المحافظة الأخرى، حيث اسفرت عن سقوط جرحة وقتلى.
سلام عبدالخالق، مدير إعلام جهاز آسايش الاقليم أعلن ليلة السبت، 20 كانون الثاني بأن منظمي التظاهرات اعتقلوا وفق مذكرات قضائية استندت الى طلب وزارة التربية في حكومة اقليم كوردستان، بموجب أحكام المادة 240 من قانون العقوبات العراقي الخاصة بمخالفة التعليمات، "لأن هؤلاء التدريسيين وردت اسماؤهم من وزارة التربية كونهم لم يلتزموا بالدوام، الأمر الذي اثر على أقرانهم وأدى الى شل العملية الدراسية".
وقال عثمان كولبي، "(الآسايش) أخبرونا بأن لديهم مذكرة قضائية، لكنهم لم يطلعونا علي أي مذكرة ولم نر شيئاً من هذا القبيل".
برهم مصطفى، عضو سكرتارية اتحاد معلمي كوردستان قال لـ(كركوك ناو)، "نحتج على توقيف هؤلاء التدريسيين من قبل الآسايش، يجب الاستماع لمطالب التدريسيين وتنفيذها، لا أن يستخدموا لغة التهديد ضدهم".
تهديد التدريسيين مستمر، أدعو وزارة التربية للجوء للغة التفاهم بدل التهديد
عقب الضغوط التي مارستها القوات الأمنية، قررت وزارة التربية اتخاذ اجراءات جديدة بحق تدريسيي السليمانية والتي تشمل الفصل من الوظيفة".
الوزارة أبلغت مدراء التربية بتسجيل غيابات المعلمين والمدرسين ابتداءً من يوم الأحد، 21 كانون الثاني، وأوضحت أن أي معلم أو مدرس على الملاك الدائم يغيب عن الدوام حتى التاسع من شباط المقبل سيتم فصله، وبالنسبة للمحاضرين سيتم الاستغناء عنهم في حال غيابهم لسبعة أيام.
رغم كل الضغوط، أقيمت تظاهرة واسعة يوم الأحد في السليمانية والأقضية والنواحي التابعة لها، وبحسب وزارة تربية الاقليم 700 مدرسة فقط فتحت ابوابها أمام الطلاب، أي أن الاضراب مستمر في أكثر من ألفين و200 مدرسة.
وقال برهم مصطفى، "تهديد التدريسيين مستمر، أدعو وزارة التربية للجوء للغة التفاهم بدل التهديد، يجب أن يدركوا بأن التدريسيين فئة نابضة ولا يمكن إسكاتها".