استبعدت نقابة صحفيي كوردستان 30 عضواً على الأقل من صفوف النقابة، معظمهم صحفيون كورد من محافظة كركوك، وذلك بعد التحاقهم بعضوية نقابة الصحفيين العراقيين.
خلال الأشهر القليلة الماضية، اختار عدد كبير من الصحفيين، بالأخص صحفيي كركوك من المكون الكوردي، الانتماء لنقابة الصحفيين العراقيين، لأنها وعلى حد قولهم، نقابة معترف بها ويتم تقديرها في المحافظة، "ما يساعدهم في أداء عملهم، " فضلاً عن الامتيازات الأخرى التي يتمتع بها أعضاء النقابة، منها الحصول على قطع أراض سكنية.
جيا نوري، مراسل قناة بيام الفضائية في كركوك، أحد الصحفيين المستبعدين من عضوية نقابة صحفيي كوردستان، قال لـ(كركوك ناو)، إن "استبعادي جاء بعد التحاقي بعضوية نقابة الصحفيين العراقيين".
وقال جيا، "نقابة صحفيي كوردستان في كركوك غير معترف بها وليست مرخصة، نتيجة لذلك لا تستطيع هذه النقابة فعل شيء لأعضائها حتى في حال تعرضهم لانتهاكات، وكوننا نعمل في كركوك ارتأينا أن ننتمي لنقابة الصحفيين العراقيين"، وأضاف جيا أن "العضوية في نقابة الصحفيين العراقيين تتيح لك الاستفادة من امتيازات أكثر، كما ترون من المقرر أن توزع قطع اراض سكنية على صحفيي كركوك، نحن أيضاً نستحق الحصول عليها، لكن يشترط أن نكون اعضاء في نقابة الصحفيين العراقيين".
نقابة الصحفيين العراقيين معترف بها رسمياً والحكومة تتعامل معها
فرع كركوك لنقابة صحفيي كوردستان قال في بيان حول استبعاد 20 من صحفييها في كركوك وسحب عضويتهم من النقابة، "حسب منهاجنا الداخلي، لا يمكن للصحفي أن يكون عضواً في نقابتين مهنيتين مماثلتين، لذا قررنا سحب شرف العضوية منهم وحذف أسمائهم".
وجاء في البيان الذي صدر في 19 أيار، أن القرار اتخذ بموجب قانون نقابة صحفي كوردستان رقم 4.
ويقول جيا نوري، "ما دمنا نتمتع بحق الحصول على قطعة أرض لِم يضيع حقنا، في الحقيقة تأخرنا في اتخاذ قرار الالتحاق بعضوية نقابة الصحفيين العراقيين... هذه النقابة تضع اعتباراً لشارة عضويتها وتملك ثقلاً، إن كنت تحمل شارة هذه النقابة يعاملونك كصحفي في نقاط التفتيش".
ما لا يقل عن 50 صحفياً في كركوك اصبحوا اعضاء في نقابة الصحفيين العراقيين منذ مطلع العام الحالي، ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها (كركوك ناو)، من المقرر أن تستبعدهم نقابة صحفيي كوردستان.
آرام جمال، صحفي آخر في كركوك وعضو في نقابة صحفيي كوردستان طوال 18 عاماً، قال "لست من الآن عضواً في النقابة، ذكروا اسمي في البيان ضمن أسماء المستبعدين، لأنني أصبحت عضواً في نقابة الصحفيين العراقيين".
"نقابة الصحفيين العراقيين معترف بها رسمياً والحكومة تتعامل معها، حددت حقوق وواجبات الصحفيين ويتمتع أعضاؤها بامتيازات عديدة، لذا اخترت عضويتها".
بعد أحداث 16 أكتوبر 2017 وإعادة انتشار القوات التابعة للحكومة الاتحادية في كركوك، قررت إدارة المحافظة ايقاف عمل كافة النقابات والمنظمات غير المرخصة من قبل الحكومة العراقية، من بينها نقابة صحفيي كوردستان.
"لم أتفاجأ باستبعادي من عضوية نقابة صحفيي كوردستان، فقوانينها ونظامها الداخلي يحتم عليها ذلك"، بحسب آرام.
عملنا قدر الامكان على حماية أعضائنا وقدمنا لهم المساعدة، طالبنا بتخصيص قطع أراض لأعضاء نقابتنا، لكنهم قالوا بأنها لا تشملهم
مهدي زريان، رئيس فرع كركوك لنقابة صحفيي كوردستان قال، إن "قوانيننا لا تسمح لأعضائنا بالانتماء لنقابة مماثلة، يجب أن يحسموا أمرهم"، واضاف "في المرحلة الأولى استبعدنا 13 صحفياً وفي المرحلة الثانية 20 صحفياً".
حول كيفية علمهم بأن هؤلاء الصحفيين اصبحوا اعضاء في نقابة الصحفيين العراقيين وفيما إن كانت لديهم بيانات ومعلومات قال مهدي، "نتابع اسماء الأعضاء الجدد التي تنشرها نقابة الصحفيين العراقيين، علمنا بأنهم كانوا ضمن الوجبة الثالثة من الصحفيين الذين تمت مقابلتهم وقبول عضويتهم، ننتظر نشر أسمائهم بصورة رسمية ومن ثم نتعامل معهم وفق القانون والنظام الداخلي".
نقابة صحفيي كوردستان، منظمة مهنية رسمية معترف بها من قبل حكومة اقليم كوردستان وتتعامل معها الحكومة كالنقابة المهنية الوحيدة التي تمثل الصحفيين.
لكن النقابة نفسها تخالف نظامها الداخلي حيث أنها لم تعقد مؤتمرها الانتخابي منذ 2011، في حين ينص نظامها الداخلي على وجوب عقد المؤتمر وانتخاب هيئة إدارية جديدة كل أربع سنوات.
يقول مهدي زريان إن علاقتهم انقطعت مع نقابة الصحفيين العراقيين منذ 2017 بعد إغلاق فرع كركوك لنقابة صحفيي كوردستان.
يضم فرع كركوك لنقابة صحفيي كوردستان 750 عضو، من مجموع ثمانية آلاف عضو في عموم اقليم كوردستان.
حسب إحصائيات نقابة صحفيي كوردستان، شهدت الفترة من (مطلع 2017 حتى نهاية 2020)، نسبة 12 بالمائة من الانتهاكات المسجلة ضد الصحفيين كانت بحق صحفيي كركوك.
"عملنا قدر الامكان على حماية أعضائنا وقدمنا لهم المساعدة، طالبنا بتخصيص قطع أراض لأعضاء نقابتنا، لكنهم قالوا بأنها لا تشملهم"، بحسب مهدي زريان.