تصر بلدية كركوك على هدم 10 محال وسط سوق الشورجة عن طريق مستثمرين عربي وآخر كوردي، في خطوة اثارت شكوك أصحاب المحال الذين يريدون الحفاظ عليها ويعتبرونها جزءاً من تاريخ المدينة.
تكتسب هذه المحال أهمية خاصة بالنسبة لأهالي منطقة الشورجة بسبب موقعها الاستراتيجي الذي يشكل نقطة تجمع لسكان المنطقة، بالأخص الشبان الذين يتجمعون فيها خلال المناسبات والفعاليات المختلفة.
ملكية المحال تعود لأسرة أحمد رضا، الذي كان يعد من الشخصيات الكوردية المشهورة حينها، "لكن بسبب مواقفه وتحركاته السياسية والقومية أصدر نظام الحكم في تلك الفترة عقوبة الاعدام بحقه"، على إثر ذلك صودرت جميع أملاكه، من ضمنها محال الشورجة، من قبل الدولة في ستينات القرن الماضي.
لا زالت هذه المحال تعرف باسم محال أحمد رضا.
بعد مصادرتها، أجرّت بلدية كركوك المحال لسكان المنطقة، بعضهم يحتفظ بها منذ ما لا يقل عن 60 سنة، ولذلك يعارضون بشدة قرار الهدم.
كاروان مجيد، صاجب مقهى مام مجيد في الشورجة قال "محالنا اصبحت جزءاً من التراث الأصيل لسكان المنطقة وجزءاً من آثار المدينة، لذا نرفض المساس بمعلم اثري مهم كهذا تحت ذريعة الترميم والتوسيع وغيرها من الذرائع".
مقهى مام مجيد أحد أشهر مقاهي الشورجة يعود تاريخ إنشائه لعام 1984 ويدار حالياً من قبل ابنه، يقصد المقهى يومياً قرابة 500 زبون لاحتساء الشاي وتبادل أطراف الحديث.
"يمكن الحفاظ على هذه المحال كمعلم تاريخي في كركوك... ليس كل جديد مفيداً، أحياناً يؤدي التجديد الى تغيير معالم المدينة ومسح أصالتها"، بحسب كاروان مجيد.
هذه قضية سياسية، تم استهداف المحال بصورة مقصودة، لأنه هناك اماكن في كركوك تعتبر رموزاً للأصالة الكوردية ونضال الكورد
خلال الشهرين الماضيين راجع قسم من أصحاب المحال بلدية كركوك بغرض تجديد عقودهم، لكن البلدية أخبرتهم بأن المحال أعطيت لأحد المستثمرين.
مطلع الاسبوع الماضي، فوجئ أصحاب هذه المحال بوجود إشعارات على واجهات محالهم تطلب إخلاء المحال خلال 48 ساعة تمهيداً لهدمها.
فريدون علي، صاحب محل آخر في الشورجة قال لـ(كركوك ناو)، إن " الاسلوب لذي يتم اتباعه معهم جزء من سياسة التعريب التي مارستها الحكومة ضد المناطق الكوردية في كركوك، بالأخص في الشورجة".
الناشط المدني، أدهم جمعة، استنكر قرار الهدم وقال "هذه قضية سياسية، تم استهداف المحال بصورة مقصودة، لأنه هناك اماكن في كركوك تعتبر رموزاً للأصالة الكوردية ونضال الكورد، مثل سوق رحيماوا وسوق الشورجة، الناس يجتمعون هنا في السماء ويناقشون أوضاع المدينة، هناك أيادٍ تريد هدم هذه المحال تحت مسمى الترميم وتطوير المدينة".
ويأتي هذا الجدل حول قضية هدم محال الشورجة في حين أن قرار الهدم صدر بإمضاء الرئيس السابق لبلدية كركوك، فريدون عادل، وهو كوردي تسنم المنصب ضمن حصة الاتحاد الوطني الكوردستاني.
المتحدث باسم بلدية كركوك، عدنان شكور، قال لـ(كركوك ناو)، "سابقاً، خرجت لجنة لكشف موقع المحال، واشارت اللجنة في تقريرها الى أن هذه المحال معرضة للانهيار، لذا قررت البلدية منح المحال لمستثمرين بنظام المساطحة من اجل ترميمها، ويعود ذلك لما قبل أربع سنوات، حين كان فريدون عادل رئيساً للبلدية".
واضاف شكور، "المدير الحالي لبلدية كركوك يعارض هدم المحال، لكن في الحقيقة الاجراءات التي اتخذها المستثمرون قانونية، لكن في كركوك هناك قضايا تثير الحساسية بين المكونات".