عقد مجلس محافظة كركوك جلسته الافتتاحية بحضور كافة أعضائه وباشر مهامه، الاجتماع الذي بدأ بعد جدل كثير بين كتل المجلس كان لإعطاء الشرعية للمجلس الجديد وتمكين أعضائه من مباشرة مهامهم وكذلك الحصول على امتيازاتهم.
جلسة اليوم، الخميس 11 تموز، جاءت بطلب من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بعد مرور سبعة اشهر على إجراء انتخابات مجالس المحافظات.
منذ الساعة 1:30 من بعد الظهر بدأ أعضاء الكتلتين العربية والتركمانية (معاً يملكون 8 مقاعد) بالتوافد الى قاعة الاجتماع، لكن الجلسة لم تبدأ بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
مراسل (كركوك ناو) من داخل قاعة الاجتماع قال، "راكان سعيد، أكبر أعضاء المجلس سناً ترأس الجلسة، انتظر حوالي 10 دقائق لاكتمال النصاب القانوني لأعضاء المجلس، وتلقى خلالها أكثر من اتصال هاتفي وكان في كل مرة يغادر القاعة".
وأضاف، "في المرة الثانية، حين عاد الى القاعة طلب من الأعضاء الآخرين المشاركة في الاجتماع لعقد الجلسة الافتتاحية"، وقال "في تلك الأثناء دخل أعضاء كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني القاعة فأصبح عدد الحضور 10 أعضاء واكتمل النصاب القانوني"، لكن قبل انطلاق الجلسة، خرج اثنان من أعضاء الكتلة العربية من القاعة لتعود مشكلة النصاب القانوني.
كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني وكوتا المكون المسيحي ، اللذين يملكان معاً ستة مقاعد رفضوا المشاركة في الجلسة.
بعد انتظار دام 15 دقيقة، انسحب كافة أعضاء المجلس من قاعة الاجتماع.
الاتحاد الوطني أعلن بأن السبب وراء عدم مشاركته هو أن الكتلة طلبت بأن تكون الجلسة علنية، خوفاً من وجود اتفاقات سرية خلال الجلسة المغلقة يُحسم بموجبها منصب المحافظ ورئيس المجلس بخلاف رغبتهم.
رغم أن الكتل الأخرى طمأنت الاتحاد الوطني بعدم وجود خطط لحسم أي منصب في الجلسة الافتتاحية، لكن الاتحاد الوطني أصرّ على أن تكون الجلسة علنية.
بعدها، اجتمع جميع اعضاء المجلس في قاعة معاون محافظ كركوك للتشاور، وفي الساعة الخامسة مساءً تقرر عقد الجلسة.
ترأس الجلسة راكان سعيد الجبوري، محافظ كركوك بالوكالة ورئيس السن لمجلس المحافظة الذي أدى اليمين القانونية في المحكمة يوم الأربعاء، 10 تموز، ليباشر مهامه كعضو في المجلس.
الجلسة استهلت بالنشيد الوطني العراقي، وقال راكان سعيد في كلمة، "أريد أن اشكر جميع المكونات لمشاركتها في الجلسة الافتتاحية، نحن هنا لكي نستطيع عقد هذه الجلسة الاعتيادية، بناءً على توصية رئيس الوزراء العراقي وجهود عدد من نواب البرلمان العراقي، أشكر جميع الذين عملوا لإنجاح هذه الجلسة".
وتابع قائلاً، "الاستقرار في كركوك هو الأهم وقبل كل القضايا، نشكر أهالي المحافظة لمشاركتهم في الانتخابات"، واضاف، "من هنا نستطيع العمل لكي تصل المكونات الى اتفاق وتتشاور فيما بينها لانتخاب محافظ كركوك والعمل من اجل تشكيل الحكومة المحلية".
واختتم راكان سعيد الجلسة بالقول، "بعد هذه الجلسة وبموجب القانون سنجري مشاورات لمدة 30 يوم للوصول الى اتفاق بين جميع المكونات بشأن تشكيل الحكومة المحلية... الآن بموجب القانون أرفع هذه الجلسة".
ما أهمية اجتماع اليوم؟
ابتداءً من هذه الجلسة سيباشر مجلس محافظة كركوك مهامه رسمياً وستكون أولويته انتخاب المحافظ ورئيس المجلس خلال 30 يوماً.
وستتيح هذه الخطوة لأعضاء المجلس ممارسة مهامهم والحصول على امتيازاتهم.
مجلس محافظة كركوك يتألف من 16 مقعد، بواقع سبعة مقاعد للكورد (خمسة مقاعد للاتحاد الوطني ومقعدان للديمقراطي الكوردستاني) ستة مقاعد للمكون العربي (التحالف العربي في كركوك 3 مقاعد، القيادة مقعدان وتحالف العروبة مقعد واحد) في حين فاز التركمان بمقعدين، فضلاً عن مقعد كوتا المسيحيين.
من أصل 15 محافظة عراقية، تم تشكيل الحكومة المحلية في 13 في حين فشلت مجالس محافظات كركوك وديالى في تشكيل الحكومة المحلية بسبب الخلافات بين الكتل وعدم الاتفاق على توزيع المناصب العليا. الخلاف الرئيسي في كركوك يتعلق بمنصب المحافظ الذي كان بيد الكورد منذ 2005 حتى أكتوبر 2017.