"المعلومات البيئية كانت جديدة بشكل عام، تم استعراض خطوات إعداد مادة صحفية بدءاً من الفكرة لغاية انتاج المادة وكيفية تحريرها"، هذا ما قالته سمية صالح، إحدى المشاركات في برنامج "توسيع دور الصحفيات في تغطية القضايا البيئية"، بعد انتهاء الوحدة التدريبية الأولى للبرنامج الاسبوع الماضي.
البرنامج ينفذ من قبل مؤسسة (كركوك ناو) الاعلامية بدعم وتمويل من وزارة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية والذي يستمر ستة اشهر ويتألف من عدة مراحل، بصورة عامة يستند البرنامج الى مثلث الصحافة البناءة، التغطية البيئية وتوسيع دور الصحفيات.
يوم 28 تموز الماضي، انطلقت المرحلة الأولى من البرنامج والتي تألفت من وحدة تدريبة على مدار خمسة أيام بمشاركة 17 صحفية من ثمان محافظات عراقية شاركن بعد تقديم سيرهن الذاتية واختيارهن من قبل لجنة مؤلفة من اربعة أعضاء.
سمية صالح، رئيسة تحرير موقع (نوزين)، والتي حصلت على فرصة المشاركة في البرنامج قادمة من قضاء كلار، قالت "البرنامج مهم، معظم ما تعلمناه في الوحدة التدريبية الأولى كانت مواضيع جديدة، بالرغم من أن معظمنا يمارس العمل الصحفي منذ سنوات، لكنها كانت جديدة علينا، من جهة أخرى، ما يزيد من اهمية البرنامج ارتباطه بقضية البيئة، لأننا كصحفيات لم نول هذه القضية الاهتمام الكافي".
"الى جانب المعلومات المتعلقة بالبيئة، خطوات إعداد مادة صحفية ابتداءً من الفكرة حتى مرحلة الانتاج، كانت جديدة وفي نفس الوقت مهمة بالنسبة لنا"، واشارت سمية الى أنها ترى بأن الصحافة البيئية "مهمة جداً، لأن نظرتنا للبيئة تختلف عن النظرة الشائعة التي يعمل عليها الاعلام منذ سنوات".
باران محمد، جاءت من أربيل للمشاركة في البرنامج، تقول إن البرنامج مهم لتمكين الصحفيين من التعامل مع القضايا البيئية، وبدورهم، توعية المواطنين.
"خلال البرنامج، اطّلعنا على المشاكل البيئية التي تعاني منها كل محافظة بحسب المشاركات، هذ المعلومات كانت جديدة بالنسبة لي واصبحت على اطلاع بالمشاكل البيئية في المناطق المختلفة، كما أن نمط الموضوع الصحفي (Feature) لعرض المواضيع البيئية كان جديداً ايضاً بالنسبة لي."
وتابعت باران، "النساء جزء لا يتجزأ من المجتمع ويلعبن دوراً في تنشئة الأجيال القادمة، النساء على تماس بالمشاكل البيئية وتداعياتها أكثر عليهن، لذا وجود هذا الوعي عند النساء ضروري، كما أن من المهم جداَ أن تصبح النساء جزءاً من الحلول البيئية لكي يتمكنن من التعامل بصورة صحيحة مع البيئة".
سلام عمر، المدرب الرئيسي في البرنامج قال "الأيام الخمسة الأولى من التدريبات توزعت على عدة محاور، من ضمنها الخبر والمعلومة، كيفية صياغة القصة الخبرية ومبادئ العمل الصحفي المهني. كما تطرقنا ايضاً للبيئة الاعلامية في العراق، التغير المناخي وتأثيره على المرأة".
جزء آخر من البرنامج تناول كيفية انتاج القصة الخبرية والموضوع الصحفي (الفيجر) كنمطين رئيسيين لتغطية القضايا البيئية، وأضاف سلام عمر، "أحد المحاور المهمة الآخر هو كيف يجب أن تتضمن المادة الصحفية المساواة في تصوير النساء في الاعلام وفي هذا الصدد تم استعراض بعض الخطوات العملية".
وأشار سلام عمر الى أن "بنهاية التدريب، سينشأ بالتدريج فهم مشترك حول سبب كون الصحافة التقليدية في أزمة وابتعاد المتلقي عن تعاطي الأخبار".
الوحدة الثانية من البرنامج تشمل خمسة أيام من التدريب وتبدأ من 11 آب لغاية 15 آب، يتم فيها تدريب المشاركات على كيفية تغطية القضايا البيئية بالاستناد الى الصحافة البناءة.
بعدها تنتج المشاركات أربع مواد مستندة للصحافة البناءة، وبنهاية البرنامج من المقرر الإعلان عن تأسيس "أول شبكة الصحفيات للتغطية البيئية بالاستناد الى الصحافة البناءة".
لافه حسام، خريجة قسم الاعلام بالمعهد التقني في السليمانية وإحدى المشاركات في البرنامج قالت، "سابقاً كشخص اعتيادي كنت فقط أحاول أن لا أكون جزءاً من تلويث البيئة، لكنن الآن اشعر بأنه يجب أن يكون لي دور في توعية الناس وحثهم على الحفاظ على البيئة"، واضافت، "بإمكان النساء أن يصبحن قوة فاعلة في طرح المشاكل البيئية، نظراً لأنهن أكثر تأثراً بالتغيرات البيئية".
آوات عمر، مشاركة من كركوك، قالت "التعرف على مجموعة جديدة مهتمة بالحفاظ على البيئة أمر مهم بالنسبة لي، يمكننا التعاون فيما بيننا للعمل على قضية البيئة".
البرنامج صمم بحيث تطبق المشاركات عملياً ما تتعلمنه بشكل نظري. شورش خالد، رئيس تحرير (كركوك ناو) قال "في الأيام الخمسة الأولى من البرنامج التدريبي أنتجت المشاركات 12 مادة صحفية وفق الأسس التي تعلمنها، 10 من تلك المواد كانت تخص قضية البيئة وتغير المناخ، يومياً كانت المشاركات تكلفن بتنفيذ واجب منزلي... المواد الصحفية كانت تترجم في نفس اليوم للغتين العربية والانجليزية".
وأوضح شورش قائلاً، "أنشأنا غرفة اخبار في إطار البرنامج لإنتاج المواد البيئية باستخدام نمط القصة الخبرية، دأبنا على مناقشة أفكار المشاركات وإغنائها ومن ثم انتاج المواد بالتعاون مع المدربين".
في ختام الوحدة التدريبية الأولى، طرحت كل مشاركة فكرة انتاج تقرير تمهيداً لإنتاجه في الأسبوع الذي يسبق بدء الوحدة التدريبية الثانية التي ستركز على الصحاف البناءة.
سمية صالح اقترحت أن تنظم مؤسسة (كركوك ناو) دورات صحفية اسوةً بالمعاهد الأكاديمية والاستمرار في نقل خبرتهم ، "لدينا فريق مهني ذو خبرة كبيرة، من المهم أن ينقل الفريق خبرته للحديثين في مجال الصحافة لكي يطوروا أنفسهم، بالأخص في مجال صياغة الخبر، القصة الخبرية والتقرير".