لم تتخذ حتى الآن خطوات عملية بخصوص الأراضي التي كان من المقرر أن تبنى عليها قرية كوجو الجديدة. يعتبر أهالي كوجو، الأكثر تضرراً من هجمات تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام-داعش" في آب 2014 ، لكن رغم مضي 10 سنوات، لا زال سكانها نازحين.
نادية مراد، ناشطة ايزيدية حائزة على جائزة نوبل للسلام، أعلنت في نيسان 2021 مبادرة لإنشاء قرية جديدة على بعد 4 كم من قرية كوجو، لكي يتم الحفاظ على آثار الدمار التي تركتها هجمات داعش في القرية وتحويل بعض المواقع الى نصب تذكارية.
المبادرة جاءت في إطار تقديم بعض المشاريع الخدمية للمجتمع الايزيدي بالتعاون مع الحكومة العراقية بدعم مالي من المنظمة الدولية للهجرة، حسبما اكد صلاح حسن، ممثل نادية مراد.
داود سالم بشار، أحد ضحايا داعش من قرية كوجو، لا زال يعيش في مخيم للنازحين وينتظر بناء منزله في كوجو الجديدة.
والدا داود وقعا في يد مسلحي داعش، فقتل ولده فيما تم تحرير والدته من الأسر، "منزلي في كوجو تحول الى أنقاض، أنتظر وضع الحجر الأساس لبناء كوجو الجديدة".
وفقاً لإحصائية كشف عنها مختار قرية كوجو، عدد منازل قرية كوجو كان 196 منزلاً، لكن معظمها دمرت.
في 3 آب 2014، سيطر داعش على قضاء سنجار وفي 15 آب ارتكب "مذبحة" في قرية كوجو الايزيدية، معظم المقابر الجماعية التي عثر عليها تضم رفات ضحايا من قرية كوجو، الأمر الذي جعل نادية مراد تطلق مبادرة لإنشاء قرية جديدة لكي تتم المحافظة على آثار هجوم داعش في القرية.
من المقرر أن تبنى القرية الجديدة على مساحة 65 دونم.
لكن أهالي كوجو يأملون اكتمال المشروع بسرعة، يقول سالم "قدمت جميع الوثائق والمعلومات المتعلقة بتدمير منزلي للمنظمة العالمية للهجرة، في كل مرة يقولون بأن أعمال بناء القرية الجديدة ستنطلق قريباً".
"رغم أوضاعنا المتردية في النزوح لا نستطيع العودة، كان عليهم أن يأخذوا ظروفنا بنظر الاعتبار ويستعجلوا ببناء القرية".
قرية كوجو الجديدة التي كان من المقرر أن ينتهوا من بنائها نهاية 2023، تقع على بعد 4 كم من القرية القديمة، تضم في المرحلة الأولى بناء 150 وحدة سكنية، فضلاً عن مدرسة، مستشفى وعدد من الحدائق، بحسب تصميم المشروع.
صلاح حسن، ممثل نادية، قال لـ(كركوك ناو)، "صحيح أن المشروع تأخر، لكننا كنا نعاني لفترة من مشاكل تتعلق بالأراضي، جميع الاجراءات اكتملت، ننتظر فقط ننتظر الكتاب الذي وافق عليه رئيس الوزراء العراقي لكي يصل الى إدارة نينوى عن طريق الأمانة العامة لرئاسة الوزراء ومن ثم البدء بالمشروع".
علي كعبو، معاون محافظ نينوى لشؤون النازحين والمنظمات قال لـ(كركوك ناو)، "كنا على تواصل منذ اليوم الأول من إعلان المشروع لكي ينفذ بأسرع وقت، لم تتبق مشاكل وعقبات أمام تنفيذ المشروع، يبقى فقط وصول كتاب الموافقة من طابو الدولة الى بلدية نينوى، من أجل استخدام الأراضي لبناء وحدات سكنية".
"أتوقع أن ينتهي ذلك خلال أسبوع أو أسبوعين"، بحسب علي كعبو.