الجميع يشاهد الفنانين وزيهم الكوردي في شورجة كركوك.. لكن هل تعرفون قصتهم ومن هم الداودية؟

نورالدين الداودي، شقيق الفنان الشعبي الراحل صلاح الداودي   تصوير: كركوك ناو

ريباز حسن

"دأبنا على عزف الطبلة والزرنة لجميع مكونات الكورد أباً عن جد، لا توجد فوارق قومية في الفن والذوق الفني، الجميع يسعدون بالاستماع للطبلة والزورنة، وهذا ما يجعلهم ينسون الاختلافات"، هكذا فسر نورالدين الداودي سر استمرار صوت وصيت الداودية في كركوك.

نورالدين الداودي هو شقيق الفنان الشعبي الكوردي المشهور صلاح الداودي الذي خدم الفن الشعبي الكوردي في كركوك لعقود، أرث لا زال أبناؤه وأحفاده محافظين عليه.

حين تمر بحي الشورجة في كركوك، على الأغلب ستصادف مجموعة رجال سمر يرتدون الزي الكوردي، معلقين على أكتافهم الطبل وبأيديهم آلة الزرنة التي تشبه الناي، هؤلاء هم ابناء قبيلة الداودية.

الداودية من القبائل الكوردية العريقة تمتد جذورها لمنطقة كرميان، وبالأخص كركوك.

Dawdiakan

طبلة تعود لعازفين من قبيلة الداودي معلقة على سياج بشارع الشورجة الرئيسي بانتظار دعوتهم لإحياء حفلة    تصوير: كركوك ناو 

بحسب بعض المصادر التاريخية، تألفت قبيلة الداودية في عشرينات القرن الماضي من حوالي أربع آلاف عائلة توزعت على كركوك، داقوق، خانقين، كفري وكلار. الى جانب الزراعة وتربية المواشي، اشتهرت هذه القبيلة بشغفها الفني واهتمامها بالمقامات التراثية فضلاً عن عزف الآلات الموسيقية الهوائية والايقاعية الشائعة في المنطقة.

يشكل الطبل، والزرنة، الشمشال، البالبان والدوزلة جزءاً من حياة هذه القبيلة وقد اشتهر بينهم الكثير من أجادوا عزف هذه الآلات.

صلاح الداودي، كان بارعاً في مجال الأغاني الفلكلورية والعزف على آلات البالبان، الشمشال والزرنة، وانتشرت كاسيتاته الموسيقية في عموم مدن كوردستان.

أغانيه، كـ(آموزا كيان، حبي خان، خانزاده خان)  كانت تردد على السنة الجميع.

Abas Dawda

عباس الداودي، النجل الأكبر لصلاح الداودي   تصوير: كركوك ناو 

توفي صلاح الداودي في 2009 وحافظ من بعده اشقاؤه وأبناؤه وأحفاده على إرثه الفني.

"تعلمت عزف الطبل والزورنة من أستاذي قبل خمسين سنة، لا زلت محافظاً على هذا الفن بالرغم من أن الأذواق الفنية لم تعد كالسابق، لكنني مستمر"، وأضاف نورالدين الداودي، "الناس يستخدمون الآلات الموسيقية الحديثة في حفلاتهم التي يحيونها، كالـ(دي جي)، لكن مع ذلك هناك البعض ممن يسعدهم الاستماع لفننا".

عباس صلاح الداودي، الابن الأكبر للراحل صلاح الداودي يقول، "تضم قبيلتنا العديد من الفنانين الشعبيين، لكن فننا الرئيسي هو عزف الطبل والزرنة".

عباس وأشقاؤه قرروا السير على خطى والدهم، "أنا وجميع أشقائي نمارس هذا الفن، أنا واثق جداً من أن أجيالنا القادمة ستحافظ على هذا الفن، كل قبيلة تشتهر بفنون ومزايا خاصة، الطبل والزورنة هو فننا الذي سنحافظ عليه".

klaw
القبعة التي يشتهر بها رجال قبيلة الداودي والتي ترتدى مع الزي الكوردي    تصوير: كركوك ناو  

إلى جانب الطبل والزرنة، تتميز قبيلة الداودية عن غيرها من قبائل وعشائر المنطقة بزيها التراثي.

ويقول صبحي الداودي، شقيق صلاح الداودي،إن "الزي الذي نرتديه يسمى (كوا) وهو خاص بمنطقة الداودي، كما أن قبعاتنا تختلف عن غيرها من حيث طريقة التطريز ويتم صنعها حالياً في طوزخورماتو وكفري".

"هذا الزي يعتبر هوية لقبيلتنا ونفخر بارتدائها كما نفخر بحفاظنا على فننا"، حسبما قال صبحي.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT