وصل طابور الحجز الالكتروني لإصدار البطاقة الوطنية في بلدة شيخان إلى حوالي 40 ألف شخص، أي أكثر من 23 بالمائة من مجموع سكان القضاء.
وفقاً لمتابعات (كركوك ناو)، أي مواطن يراجع الآن دائرة البطاقة الوطنية في شيخان سيتوجب عليه انتظار 40 ألف شخص لكي يأتي دوره، أي أن عليه الانتظار لعام تقريباً لاستكمال معاملاته، في الوقت الذي تشير فيه تقديرات هيئة الإحصاء في اقليم كوردستان الى أن عدد سكان شيخان أكثر من 172 ألف شخص.
حسين حاجي، من سكنة ناحية باعدري التابعة لشيخان، يقول بأن مستمسكاته الرسمية، من ضمنها جواز السفر، بطاقة الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية نفدت صلاحيتها بينما ينتظر مجيء دوره لإصدار البطاقة الوطنية التي أصبحت المستمسك الوحيد الذي تطلبه الدوائر الحكومية من أجل تسيير المعاملات.
"قبل عام سلمت مستمسكاتي الرسمية لدائرة البطاقة الوطنية، لكن تسلسلي في طابور الحجز الالكتروني هو في التسعة آلاف، حتى الآن استكملت معاملا أربعة آلاف مراجع فقط، إذا بقيت الأمور على هذه الحال سأظطر للانتظار عاماً كاملاً"، حسبما قال حسين لـ(كركوك ناو).
هناك عدة أسباب للازدحام في دائرة البطاقة الوطنية بقضاء شيخان، منها أن الدائرة افتتحت في وقت متأخر مقارنة بالمناطق الأخرى
دائرة البطاقة الوطنية في شيخان باشرت مهامها في 2022، وزارة الداخلية قررت منذ آذار 2024 وقف العمل ببطاقة الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية والاعتماد على البطاقة الوطنية بديلاً لها، لذا تشهد دوائر إصدار البطاقة الوطنية توافد أعداد كبيرة من المراجعين.
"إذا سيرت المعاملات بشكل عادل لن يحصل هذا الازدحام"، واقترح حسين حاجي تخصيص 10 نوافذ لتسيير المعاملات بدل أربعة وزيادة عدد الموظفين، ويرى بأن الازدحام الموجود في شيخان لا يوجد في مناطق أخرى كمدينة دهوك.
تسيير معاملة إصدار البطاقة الوطنية لكل مواطن يستغرق في الظروف الاعتيادية نحو نصف ساعة، حيث يتم أخذ المعلومات الشخصية من المراجع و أخذ بصات الأصابع والعيون، ثم تنقل هذه المعلومات والبيانات الى المركز الرئيسي في بغداد، ويستغرق طبع البطاقة الوطنية ومن ثم إعادتها حوالي اسبوع أو أكثر.
فلاح حسن، مختار اثنين من أحياء شيخان أصدر البطاقة الوطنية، لكن طابور الحجز الالكتروني لأطفاله تجاوز الأربعة آلاف شخص، وقال فلاح لـ(كركوك ناو)، "تشهد الدائرة ازدحاماً شديداً منذ عدة اشهر، لكن الازدحام بدأ يخف تدريجياً بسبب تدخل بعض المسؤولين، متفائل بأن تعالج هذه المشكلة".
مراسل (كركوك ناو)، حاول على مدار اسبوع أخذ تصريحات من المسؤولين في قائمّقامية قضاء شيخان لكن دون جدوى. تقع شيخان ضمن حدود محافظة نينوى لكنها جزءاً من القضاء يتبع محافظة دهوك إدارياً.
في تشرين الأول الماضي، افتتحت وزارة الداخلية العراقية موقع التسجيل المركزي للبطاقة الوطنية في نينوى، لتصبح ثاني محافظة عراقية بعد بغداد تضم مركز للتسجيل المباشر. وأعلنت الوزارة أن هذه الخطوة جاءت لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين وتسهيل إصدار البطاقة الوطنية الموحدة.
النائب عن محافظة نينوى في البرلمان العراقي، شيروان دوبرداني أوضح بأن هناك عدة أسباب للازدحام في دائرة البطاقة الوطنية بقضاء شيخان، منها أن الدائرة افتتحت في وقت متأخر مقارنة بالمناطق الأخرى، فضلاً عن الكثافة السكانية ووجود نازحين في شيخان.
أول بطاقة وطنية في العراق صدرت عام 2015، وحتى الآن تم إصدار أكثر من 40 مليون و152 ألف بطاقة، في حين تشير النتائج الأولية للتعداد العام الذي أجري في تشرين الثاني الماضي الى أن عدد سكان العراق وصل الى 45 مليون شخص.
دوبرداني الذي زار دوائر البطاقة الوطنية في شيخان وأيمن الموصل لمتابعة المشاكل، أوضح لـ(كركوك ناو) بأن الدوار أكدت بأنها ستلتزم بإصدار 120 ألف بطاقة وطنية موحدة شهرياً، "700 ألف شخص في نينوى لم تصدر لهم حتى الآن البطاقة الوطنية"، ويبلغ عدد سكان المحافظة أكثر من أربعة ملايين نسمة.
وفقاً لإحصائية حصل عليها موقع (كركوك ناو)، تم إصدار البطاقة الوطنية لـ20 بالمائة من سكان قضاء شيخان.
معاون محافظ نينوى للشؤون الإدارية، رفعت سمو، قال لـ(كركوك ناو)، نظراً لأن الملف يتعلق بالمديرية العامة للبطاقة الوطنية والجنسية العراقية، لا يمكنهم التدخل بشكل مباشر لحل المشاكل.
وقال النائب عن محافظة نينوى، على لسان مدير عام دائرة البطاقة الوطنية في نينوى بأن كافة سكان المحافظة ستكون لديهم بطاقة وطنية خلال سبعة اشهر، "ونحن سنواصل متابعاتنا للمشكلة لحين معالجتها بشكل نهائي".