جبهة المقاطعين في كركوك تقاضي عمر الهلالي
سلوى المفرجي: الهلالي ليس رقيباً على أعضاء المجلس

الصحفي عمر الهلالي

كركوك ناو – كركوك

سجل ثلاثة من أعضاء مجلس محافظة كركوك يمثلون الجبهة المقاطعة لاجتماعات المجلس دعاوى قضائية ضد الصحفي عمر الهلالي، بعد أن قام بتغطية مباشرة من داخل مبنى مجلس المحافظة وذكر أسماء الأعضاء الذين لم يكونوا متواجدين خلال الدوام الرسمي.

عضو مجلس محافظة كركوك من التحالف العربي، سلوى المفرجي قالت لـ(كركوك ناو) إن "عمر الهلالي ليس رقيبًا على أعضاء مجلس المحافظة ليعدّ تقريرًا كهذا، إضافةً إلى أنه لم يكن محايدًا. أنا من الأشخاص المتواجدين في مبنى المحافظة بشكل يومي، وما فعله عمر الهلالي هو تسقيط سياسي واجتماعي".

وشددت المفرجي بالقول، "لذلك، قمنا بتقديم دعوى قضائية بحقه، وسيتولى القاضي تكييف القضية وفق المادة القانونية المناسبة".

عمر الهلالي، صحفي ومدير إذاعة الرشيد في كركوك، أظهر خلال بث مباشر قام به ظهر يوم 25 آذار 2025، غرف أعضاء مجلس المحافظة وذكر أسماء الأعضاء الذين كانت أبواب غرفه مقفلة وكانوا غائبين عن الدوام.

البث المباشر نقل على صفحة إذاعة الرشيد على موقع فيسبوك قبل أن يتم حذفه في اليوم التالي.

"بعد البث المباشر، اتصل بي عدد من أعضاء المجلس وعبروا عن استيائهم، وبعد البث تم التشهير بي وتهديدي، إدّعَوا بأنني طلبت أموالاً، لكنني واجهتهم بخصوص هذا التشهير"، حسبما قال عمر الهلالي لـ(كركوك ناو).

وأشار الهلالي إلى أنه أخبر أعضاء مجلس المحافظة عدة مرات بأنه سيذهب الى مجلس المحافظة وسيكون لديه بث مباشر من داخل المبنى، وفي الليلة التي سبقت البث، أعلن بأنه يعتزم القيام ببث مباشر من داخل المجلس وبأنه كصحفي يريد أن يوضح للمواطنين مَن من الأعضاء يداوم ومن منهم باب غرفته مقفل.

ما فعله الصحفي عمر الهلالي غير مقبول

"في يوم البث المباشر، كنت قد التقيت مسبقاً برئيس المجلس، ثم إن لدينا تصريح يخولنا بتصوير كافة أقسام المجلس باستثناء المواقع الحساسة، تجولت من أمام غرف كافة الأعضاء خلال البث وذكرت بأن أي شخص أقول بأنه غير موجود فحق الرد مكفول"، بحسب الهلالي.

عدد من الأعضاء الذين ذكرهم عمر الهلالي خلال البث المباشر، من الذين لم يشاركوا في أي من جلسات مجلس المحافظة منذ تشكيل الحكومة المحلية في آب 2024 باجتماع فندق الرشيد.

سلوى المفرجي عبرت عن استيائها من أسلوب البث وقالت،" كان عليه تدقيق الكتب الصادرة والواردة، وكذلك مراجعة أسماء المراجعين، ليرى أنني من بين الأعضاء الذين يتواجدون يوميًا في المبنى".

وأوضحت بأنه قانونياً، المطلوب منهم هو حضور الجلسات، وهم الآن رسميًا مقاطعون لهذه الجلسات، "رغم ذلك، فأنا من بين الأعضاء المداومين، ولست منقطعة، إلى جانب زملائي أحمد الحمداني (التحالف العربي) وسوسن جدوع (الجبهة التركمانية)"، مشيرة إلى أن ذلك كان السبب وراء قرارهم برفع الدعوى القضائية ضد عمر الهلالي، "هذا تصرّف تشهيري وليس عملاً صحفياً".

وأضافت المفرجي إن "ما فعله الصحفي عمر الهلالي غير مقبول، ولو أراد فعلًا أن يكون محايدًا، كان عليه أيضًا مراجعة كاميرات المراقبة ليكون دقيقًا في إعداد تقريره، لا أن يقف عند أبواب الغرف ويقوم ببث مباشر ويتحدث عن رواتبنا، وكأنها أموال غير مستحقة". المفرجي دعت الصحفيين لمراعاة خصوصية محافظة كركوك، وأخذ الحيطة في أي كلمة أو محتوى قد يؤثر على السلم المجتمعي.

وفقاً للمادة 38 من الدستور العراقي، تكفل الدولة بما لا يخل بالنظام العام والآداب، حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل وكذلك حرية الصحافة والطباعة والاعلان والاعلام والنشر. وجاء في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأن لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي التعبير.

وبموجب قانون حقوق الصحفيين في العراق، للصحفيين حرية العمل والتواجد في المؤتمرات والاجتماعات العامة لأداء الواجب المهني، ويجب أن لا تتم مساءلة الصحفي حول آرائه أو نشر المعلومات إن لم تشكل ضرراً ولم تخالف القانون، ويتوجب على المحكمة في كل قضية إبلاغ نقابة الصحفيين.

يريدون من خلال هذه الدعاوى القضائية ممارسة الضغط لتكميم أفواهنا وأفواه جميع الصحفيين الآخرين في كركوك

رئيس فرع كركوك لنقابة الصحفيين العراقيين، مروان ابراهيم، قال لـ(كركوك ناو)، "تحدثت مباشرةً مع عمر الهلالي واستقبلته، نحن كنقابة الصحفيين من واجبنا (يقول لصحفية كركوك ناو لا تسأليني أكثر من ذلك)  الدفاع عن كل صحفي منتمي لنقابة الصحفيين العراقيين وغيرها وضمان حقوقهم وعدم المساس بهم، وبنفس الوقت لا يوجد صحفي فوق القانون".

وأوضح أن من واجبه أن يكون متضامناً وداعماً للصحفي المنتمي لنقابة الصحفيين العراقيين بما فيهم الصحفي عمر الهلالي وكل الصحفيين بدون استثناء، مشيراً الى حدوث العديد من هذه الحالات سابقاً والتي تمكنوا من حسمها لصالح الصحفيين.

وحين سألته مراسلة (كركوك ناو) عن الإجراءات التي ينوون اتخاذها بشأن القضية، كتوكيل محامين، سألها مروان ابراهيم بغضب وباستهزاء عن عدد سنوات خبرتها في مجال الصحافة، وأخبرها بأنه يجب عليها أن لا توجه أسئلة مثل هذه، "ماذا تقصدين بالسؤال عن اجراءاتنا، النقابة ستكون بنفسها حاضرة مع أي زميل صحفي في حال تعرضه للمساءلة".

من بين 180 دولة في العالم، يأتي العراق في المرتبة 169 وفق آخر تصنيف للحريات الصحفية نشرته منظمة "مراسلون بلا حدود".

عمر الهلالي، الذي يعمل أيضاً كصحفي في مؤسسة (كركوك ناو)، يقول بأنه كسلطة رابعة لديه الحق في رصد ومتابعة أدور أعضاء مجلس المحافظة نظراً لأن العديد من المواطنين يستفسرون منه يومياً بشأن الخدمات وأداء أعضاء المجلس.

"أثق كثيراً بالقضاء، ربما سأرفع بدوري دعوى ضدهم بتهمة التشهير، لأنني لم أستهدف أي شخص في البث المباشر أو في موادي الصحفية، لم نكن ضد أي شخص أو جهة معينة، لكنهم يريدون من خلال هذه الدعاوى القضائية ممارسة الضغط لتكميم أفواهنا وأفواه جميع الصحفيين الآخرين في كركوك"، على حد قول الهلالي.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT