حدد المتحدث باسم مكتب تنظيم محافظة كركوك-كرميان للحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي)، لقمان حسين، عاملين يرى بأنهما سيؤديان إلى ازدياد عدد أصوات الحزب في انتخابات مجلس النواب العراقي المقبلة، أحدهما عودة الحزب إلى كركوك بعد أحداث 16 أكتوبر 2-017، والآخر قوة مرشحي الحزب، مشدداً على أن "أهالي كركوك استقبلوهم بحرارة".
تصريحات لقمان حسين جاءت خلال مقابلة خاصة مع (كركوك ناو)، حول موضوع الانتخابات البرلمانية، والذي تطرق في جزء منها إلى قضية خلافات مرشحي البارتي مع رئيس قائمة الحزب شاخوان عبدالله، حيث قال إن "ما حدث كان أمراً عادياً، لكن الإعلام ضخم الموضوع، غالباً ما تحدث حالات فوضى في مثل هذه الكرنفالات الكبيرة".
كركوك ناو: نحن الآن على مشارف الانتخابات، بالتأكيد فإن انتخابات البرلمان العراقي بالنسبة للكورد في المناطق المتنازع عليها تختلف عن إقليم كوردستان، أريد أن أسأل كيف هو الوضع في كركوك كمركز للصراع بين الإقليم والعراق؟
لقمان حسين: بلا شك، كل انتخابات تعتبر مهمة، لكن حين تكون في كركوك وتتعلق بتمثيل الكورد في بغداد حينها تكون الأهمية مضاعفة، سواء لإظهار وتعزيز مكانة وثقل الكورد في بغداد أو لإثبات الهوية الكوردستانية لكركوك عن طريق صناديق الاقتراع، لذا يجب أن نحصل على أكبر عدد من الأصوات للدفاع عن بقاء كيان اقليم كوردستان وتنفيذ كافة بنود الدستور العراقي، بالأخص المادة 140 واستعادة كافة المناطق خارج إدارة إقليم كوردستان.
من المهم العمل في الدورة البرلمانية القادمة من أجل تثبيت مبادئ الفدرالية، الأمر الذي يجعل الحزب الديمقراطي الكوردستاني يتبنى التوازن والشراكة والتوافق في شعاراته الانتخابية لتكون أساساً لتعديل مسار الحكم، نظراً لأنه يملك حوالي مليون صوت.
لذا إذا لم تطبق هذه المرة مبادئ التوازن والشراكة والتوافق في بغداد سيكون من الصعب الاستمرار بهذه الصورة، لذلك فإن وحدة الكورد في بغداد مهمة جداً.
كركوك ناو: كما تعلمون، قسم من الناخبين، بالأخص كورد كركوك، يقيمون في محافظات السليمانية وأربيل، هل لديكم إحصائية بأعدادهم وكيف سيدلون بأصواتهم؟
لقمان حسين: فيما يخص مرحلي كركوك المتواجدين في السليمانية وأربيل، وضعنا برنامجاً محكماً لتسهيل عودتهم إلى كركوك يوم الاقتراع، أهالي كركوك متحمسون للمشاركة في الانتخابات نظراً للصراع الكبير الموجود في هذه المدينة ما يدفعهم للعودة إلى كركوك في يوم التصويت. وفقاً لإحصائيات مكتب تنظيماتنا، يقيم ما بين 15 ألف و20 ألف من ناخبي الحزب الديمقراطي الكوردستاني في محافظات إقليم كوردستان.
كركوك ناو: بالعودة إلى كركوك، مقارنة بالانتخابات السابقة، هل تعتقد أن أصوات البارتي ستزداد؟ وإن ازدادت فوفق أي معيار؟
لقمان حسين: استناداً إلى استطلاعات الرأي التي أجريناها، نحن واثقون من أن أصوات البارتي ستزداد، وهناك أسباب عديدة وراء هذه الزيادة، أحدها عودة البارتي إلى المحافظة وإعادة فتح مقرات الحزب في كرنفال جماهيري كبير رفعت فيه أعلام كوردستان، والسبب الثاني هو الترحيب الجماهيري الكبير الذي حظي به مرشحونا. لدينا 24 مرشحاً في كركوك وواثقون من أن أصواتنا ستزداد.

كركوك ناو: أحياناً يزداد عدد الأصوات، لكنها لا تكفي لضمان مقاعد، كم عدد الأصوات التي تتوقع أن يحصدها الديمقراطي الكوردستاني في أحسن الأحوال؟
لقمان حسين: هذا صحيح جداً، وذلك بأخذ نظام سانت ليغو بنظر الاعتبار، نرى أن 20 ألف صوت من الأصوات التي حصل عليها حراك الجيل الجديد في انتخابات مجلس المحافظة قد ضاعت، من هذا المنطلق، ندعو أهالي كركوك إلى التصويت للقوائم الكبيرة التي تضمن لهم مقاعد، حتى لا تضيع أصواتهم. فيما يتعلق بعدد المقاعد التي سيحصدها البارتي فهذا يعتمد على نسبة المشاركة، لذا من الصعب أن نتوقع عدد المقاعد، لكنني شخصياً أتوقع أن تكون نسبة المشاركة أعلى مقارنةً بالسابقة، بسبب طبيعة الصراع القومي الموجود في كركوك.
كركوك ناو: كما تعلمون فإن نظام الانتخابات مصمم بصورة تصب في صالح الأغلبية، قياساً على هذا، ألا يؤثر غياب قائمة موحدة للأحزاب الكوردية سلبًا على أصوات الناخبين الكورد ؟ ما عدد المقاعد التي تتوقعون أن يخسرها الكورد نتيجةً لذلك؟
لقمان حسين: الحزب الديمقراطي الكوردستاني دائماً ما كان مع القائمة الموحدة، وفد الحزب اجتمع ليس مع الاتحاد الوطني الكوردستاني (اليكتي) فحسب، بل مع كافة الأحزاب الكوردية الأخرى لكي يشارك الكورد بقائمة موحدة، ليس خارج اقليم كردستان فقط بل في الداخل أيضاً، لكن الاتحاد الوطني فضل المشاركة بقوائم منفصلة.
كركوك ناو: حدثت حالة من التوتر والفوضى في حملة دعائية للديمقراطي الكوردستاني مؤخراً في كركوك، حدث إطلاق نار، هل يمكنك أن توضح لنا ما حدث؟ هل حقق الحزب في الحادث وما الذي توصلتم إليه؟
لقمان حسين: ما حدث كان أمراً اعتيادياً، لأن قائمة 275 نظمت أكبر كرنفال للتعريف بمرشحي الحزب حضره أكثر من 10 آلاف شخص من كوادرنا ومناصرينا، وهو ما فاق توقعاتنا. حين اقترب قسم من الحاضرين من منصة الكرنفال، تم إطلاق عدة عيارات نارية في الهواء للسيطرة على الوضع وتلافي الفوضى، الموضوع تم تضخيمه من قبل الإعلام، مثل هذه الأمور تحدث في مثل هذه الكرنفالات الجماهيرية الكبيرة.
كركوك ناو: لكن في الاجتماع الأخير للمجلس القيادي للبارتي مع المرشحين، لم يكن شاخوان عبدالله حاضراً، ما سبب غيابه؟ ألم يكن يتعلق بالفوضى التي حدثت في الكرنفال، حيث يقال أن عدداً من أفراد حماية شاخوان عبدالله تم اعتقالهم على خلفية الحادث؟
لقمان حسين: عدم حضور السيد شاخوان لم يكن مقصوداً، فهو عضو اللجنة المركزية للحزب ونائب رئيس البرلمان العراقي ونائب مسؤول مكتب تنظيمات الحزب في بغداد، انشغاله بمهامه كان سبب عدم حضوره.
كركوك ناو: البعض يشعر بأن الديمقراطي الكوردستاني على غرار الاتحاد الوطني يبدي في حملاته الدعائية ليونة تجاه العرب والتركمان، مقارنةً بالسابق، ما سبب ذلك؟ هل هي صدفة أم أن هناك تفاهم مع المكونات؟
لقمان حسين: بناءً على توجيهات رئيس الحزب، جميعنا ملتزمون بتسيير الحملة الانتخابية بهدوء، بعيداً عن النشهير والتوتر والمناوشات الإعلامية لضمان أجواء جيدة لسير الانتخابات. البارتي لن يتخلى عن كركوك، وقد ناضل من أجل هذه المدينة، والآن نعمل من أجل تنفيذ المادة 140 لأنها الحل الطبيعي والقانوني لتحديد مصير المنطقة.
كركوك هويتها كوردستانية، ولن نناقش هذا الأمر مع أحد، أي شخص يؤمن بكوردستانية كركوك سنتعامل معه. لسنا ضد أحد، ونؤمن بالتآخي والوئام، ونريد أن ننقل تجربة الاستقرار والازدهار التي عاشها إقليم كوردستان إلى كركوك. كما أننا نؤمن بالاختلافات مع الأطراف الأخرى، ولكننا قادرون على العمل معًا في إطار وطني.