مع ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا في العراق، منظمة الصحة العالمية توكد وصول الوضع إلى مستوى ينذر بالخطر، ومجددة دعوتها بتجنب التجمعات الجماهيرية والالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في الأماكن العامة.
وذكرت في بيان: "على الرغم من ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 (كورونا) في العراق بشكل كبير ومقلق، مما ينذر باحتمال حدوث أزمة صحية كبيرة قريباً، لا يزال بإمكان العراقيين هزيمة هذا الوباء من خلال الالتزام الجاد بتطبيق الإجراءات الوقائية".
وسجل العراق يوم امس الثلاثاء 18 اب 2020، 4576 اصابة جديدة بفايروس كورونا مقابل 2895 حالة شفاء و82 حالة وفاة.
وذكرت المنظمة: "على الرغم من محدودية إمكانيات هذا النظام، إلا ان الاستجابة السريعة والفعالة للوباء من قبل السلطات الصحية، لا سيما في بداية انتشاره خلال الأشهر القليلة الأولى، كانت جديرة بالثناء. إلا أن الوضع في الأشهر الماضية قد تدهور بسبب العديد من العوامل، من بينها تخفيف القيود التي فرضتها السلطات العراقية وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية أو تنفيذها بالقوة".
الوضع في الأشهر الماضية قد تدهور بسبب العديد من العوامل، من بينها تخفيف القيود التي فرضتها السلطات العراقية وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية أو تنفيذها بالقوة
واشارت إلى إثبات خطورة الأزمة بوضوح من خلال تحليل وبائي بسيط للأرقام اليومية المسجلة خلال آخر 175 يوماً من انتشار الفيروس. فاستناداً إلى البيانات المتاحة من قبل وزارة الصحة والبيئة العراقية، حتى 16 آب 2020، تم الإبلاغ عن أكثر من 175,000 حالة إصابة في البلاد، مع أكثر من 5800 حالة وفاة.
وتشير البيانات التي نشرتها الصحة العالمية بوضوح إلى أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 98 بالمائة من الحالات والوفيات خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط. وأن هناك ما يقرب من 44,000 حالة إصابة نشطة في العراق ويجري علاج ما يقرب من 90 بالمائة من حالات الإصابة في المنزل، منهم ما يقرب من 9,000 حالة إصابة من العاملين في مجال الرعاية الصحية.
ويكشف تحليل الصحة العالمية مفصّل لنمط انتشار الفيروس في البلاد أن أجزاء كثيرة من العراق تعتبر الآن موبوءة وتعاني من انتشار الفيروس على مستوى المجتمع، وهذا وضع مقلق وخطير يتطلب إجراءات عاجلة وجادة.
ولفتت المنظمة إلى أهم التدابير لمنع انتقال الفيروس على نطاق واسع هو عدم إقامة التجمعات الجماهيرية (على سبيل المثال، حفلات الزفاف أو مراسم الجنازة، والفعاليات الرياضية والثقافية) في هذه المرحلة الحرجة، ويجب على الناس تجنب مثل هذه المناسبات من أجل صحتهم وسلامة أحبائهم ومجتمعهم.
وتقدّر أُسرة الأمم المتحدة في العراق وتدعم بقوة التصريحات الأخيرة لعلماء الدين والسياسيين العراقيين التي تدعو بشكل واضح الى منع التجمعات الجماهيرية في الأيام المقبلة. في اشارة منها لفتاوى عدد من رجال الدين لمنع اجراء تجمعات دينية لاحياء ذكرى عاشوراء خلال شهر محرم.
واختتمت المنظمة بيانها بالاشارة إلى تجارب البلدان الأُخرى فأنه من الممكن احتواء فيروس كوفيد-19 (كورونا) وإعادة فتح الاقتصادات تدريجياً في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر، إذا استجابت الدول لنصائح الخبراء الطبيين الأكفاء. ومن خلال الالتزام الذاتي للمجتمعات، والاستعداد للبقاء على اطلاع من خلال المصادر الموثوقة، وبتضافر جهود الجميع، فأن العراق سيتغلب على الوباء.
وحسب اراقام وزارة الصحة، ان مجموع الاصابات بافايروس في عموم العراق منذ تسجيل اول اصابة بلغت 184 الف و709 اصابة، وكانت مجموع الشفاء : 131 الف و840 حالة بنسبة الشفاء 71.4 %، في حين سجل مجموع الوفيات 6036 حالة وفاة.