بشأن الايزيديين والعرب .. تلعفر توجه صفعة قاسية لـ "داعش وقرداش"

نينوى - قضاء تلعفر / 2021 / اهالي تلعفر يستقبلون وجهاء عشائر عربية من القرى المحيطة بالقضاء تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو - نينوى

"خلال السنوات من 2005 إلى 2014 حيث نزحتُ من سنجار، لم يكن باستطاعتي دخول تلعفر.. بل حتى عندما كنتُ اعبر إلى كوردستان من خلالها كان القلق يصاحبني، حيث كانت بؤرة للعنف والاغتيالات والموت" يستذكر دخيل قاسو، ايزيدي من سنجار، تلك الحقبة الماضية.

بينما ينتظر وجبة الغذاء في احد مطاعم تلعفر، يقول قاسو لـ(كركوك ناو) ان " الأمر اختلف اليوم، فالعشرات من مواطني سنجار يقصدون تلعفر يومياً للتبضع ومراجعة الأطباء وحتى زيارة الأصدقاء وعيادتهم".

ويعيش الايزيديين في قضاء سنجار على مقربة 52 كم غرب من تلعفر، القضاء الذي ينتمي اليه زعيم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، المعروف بـ "قرداش"، وفي مطلع العام الجاري اعلنت واشنطن مقتله في سوريا. تفاصيل اكثر عن قرداش:

https://kirkuknow.com/ar/news/62467

من جانبه يقول أكرم علي، تركماني من قرية كسر محراب في تلعفر: " نستقبل في قريتنا بين الحين والآخر أصدقاءنا من الايزيدية الذين كان تنظيم داعش يحتجزهم هنا، حيث يقدمون لزيارتنا، وكم نشعر بالأسى حين يذرفون الدموع ويسردون لنا قصصهم المؤلمة التي عاشوها في هذه القرية".

ويضيف لـ(كركوك ناو) أن "الايزيدية لم يبخلوا بالغالي والنفيس وبذلوا كل جهدهم لتقديم المساعدة لسكان تلعفر حين نزحوا إلى سنجار ليلة 15 على 16 حزيران 2014، ولا يمكن لأي منصفٍ نسيان ذلك الدعم الانساني، ونحن حين نستقبلهم ونشارككهم ألم التهجير والخطف والقتل إنما نؤكد أن الانسانية عنوان أسمى من الانتماءات الضيقة الأخرى".

اما صالح أحمد، وهو إداري في مجمع طبي في تلعفر فيقول: " في مجمعنا الطبي هذا ومنذ افتتاحه نتبعُ آلية نعتقدُ أن فيها دعماً معنوياً وتكاثفاً إنسانياً، وتتعلق هذه الالية بأن المراجعين القادمين من خارج مركز تلعفر لهم الأولوية ويتقدمون على غيرهم في الطوابير، وأن الذين لا يمتلكون أجور الفحص يتم فحصهم من قِبل الطبيب المختص مجاناً".

ويعود سليمان عبدالله بذكراته إلى ما قبل ثلاثة عقود ليؤكد أن "تلعفر كانت مركزاً لاستقطاب سكان الاقضية والنواحي والقرى المحيطة للتبضع ومراجعة مستشفاها والتواصل مع شيوخها الذين كانوا على علاقة طيبة بهم".

ويشير عبدالله، تركماني في العقد السادس من عمره، في حديثه لـ(كركوك ناو) إلى أن "أسواق واسعة في تلعفر كانت تسمى بـ(سوق العرب) و(سوق الايزيدية) نتيجة الارتياد الكبير لهم إليها، ولم نكن نشعر باختلافات بيننا".

وبعد تحرير تلعفر من سيطرة داعش، في أب 2017، عاد نحو 60% من النازحين التركمان إلى مدينتهم بينما ينتشر الاخرون، الذين فضّلوا عدم العودة، في عددٍ من المحافظات الجنوبية والوسطى، لا سيما النجف وكربلاء وبابل، إلى جانب إقليم كردستان، وكركوك وتركيا. وتسعى الادارة المحلية بالتعاون مع المنظمات الدولية العاملة في القضاء إلى اعادة اعمار البنى التحتية وتقديم الدعم اللازم للسكان بغية تشجيع النازحين للعودة إلى منازلهم.

"العلاقات العشائرية بين سكان القرى العربية المحيطة بتلعفر وبين عشائرها لم تنقطع لتعود، وانما انقطع التواصل لنحو 15 سنة جراء العمليات المسلحة التي شابت الوضع الأمني في هذه المدينة، وبعد 2018 عاد التواصل كما كان بل أكبر، حيث أدرك الجميع أن المحبة والسلام خياران لا بديل لهما للعيش بكرامة واستقرار" هكذا يرى منعم خلف، مواطن عربي من قرية عين الحصان، غرب الموصل.

ويستطرد لـ(كركوك ناو) قائلاً "حضرنا مؤتمرات وندوات واجتماعات عشائرية عديدة خلال السنتين الاخيرة في تلعفر ولنا تواصل وثيق مع أهلها، وكلنا يد واحدة للحفاظ على أمن المنطقة وازدهارها".

"بامكاني الآن أن أبقى لساعات متاخرة في تلعفر دون أن يراودني خوفٌ أو قلق من شيء، بل بامكاني أن أطرق باب أي منزل لأبيتَ فيه بكل اطمئنان، فهم مجتمع مضياف وكريم". يقول قاسو، والابتسامة تعلو شفتاه، بينما تُقدم إليه وجبة الغذاء.

 

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT