يرفض نازحو قضاء سنجار المقيمين في مخيمات دهوك العودة الى ديارهم، ما لم تتم إعادة تأهيل منازلهم المدمرة و توفير الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والطرق لمناطقهم.
مطالب النازحين تتزامن مع مساعي الادارة المحلية في نينوى لإعادة جميع النازحين الى مناطقهم، ووصل محافظ نينوى، نجم الجبوري، الى سنجار يوم 28 شباط الماضي واجتمع مع الجهات الأمنية لتسهيل عملية عودة النازحين.
ملو شمو، نازح من قضاء سنجار يعيش في مخيم باجيد كندالا بقضاء سيميل التابع لمحافظة دهوك يقول لـ(كركوك ناو)، " اولا يرمموا المنازل والشوارع والأماكن العامة، قبل أن يطلبوا منا العودة، حينذاك سنعود دون شك".
وقال شمو منتقداً عدم جدية المساعي الحكومية، انهم "قدموا عشرات الوعود بشأن المشاريع الخدمية، لكن كل الوعود كانت حبراً على ورق... اذهبوا وانظروا الى سنجار وقارنوها بما كانت عليه قبل مجيء داعش، لن تتعرفوا عليها من شدة الدمار الذي لحق بها، الى أين يعود الناس".
وأضاف، "ما الذي يمكن فعله بـ28 مليار دينار، هذا المبلغ لا يكفي حتى لترميم بضعة شوارع، صُرِفت مئات المليارات خلال السنوات الماضية ولم يتغير شيء".
ريد أن يعود كافة النازحين المتواجدين في محافظة دهوك الى ديارهم
ويأتي هذا التحرك بعد أن قررت الحكومة العراقية نهاية العام الماضي، تخصيص مبلغ 28 مليار دينار لإعادة إعمار سنجار وشكلت محافظة نينوى لجنة خاصة للإشراف على كيفية صرف تلك الميزانية.
ويقول علي مجو، من أهالي مجمع سيبا شيخ خدر ويقيم في مخيم شاريا للنازحين بدهوك، "منازلنا تهدمت خلال فترة سيطرة تنظيم داعش، ليس بمقدورنا إعادة بنائها، والأسوأ هو عدم توفر الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء، لا نستطيع العودة بهذه الصورة".
في أعقاب هجمات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في آب 2014، نزح عشرات الآلاف من سكان سنجار، شمال غرب الموصل، مركز محافظة نينوى.
وفقاً لإحصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان، يشكل الايزيديون نسبة 30 بالمائة من مجموع 664 ألف نازح في اقليم كوردستان، يتوزع قسم منهم على 26 مخيماً للنازحين في الاقليم.
لن نعود، لا بأمر المحافظ ولا بأمر أي شخص آخر، نريد خطوات عملية
ويقول نائب محافظ نينوى لشؤون النازحين علي عمر كعبو، في تصريح سابق لـ(كركوك ناو)، "نحن بصدد بحث آليات جديدة لإعادة كافة نازحي سنجار، عقدنا سلسلة اجتماعات مع المسؤولين الأمنيين في نينوى وكذلك مع حكومة اقليم كوردستان والمنظمات لهذا الغرض، زيارة محافظ نينوى اندرجت أيضاً في هذا الإطار".
"نريد أن يعود كافة النازحين المتواجدين في محافظة دهوك الى ديارهم، وقد شدد محافظ نينوى على هذا الأمر"، حسب المعلومات التي حصلت عليها (كركوك ناو)، الهدف هو عودة جميع النازحين الى مناطقهم الأصلية.
هديا علي ابراهيم دربو (30 سنة)، من أهالي مجمع خانه سور وتعيش هي الأخرى في مجمع شاريا للنازحين، تقول هديا وهي أم لطفل، "نحن على علم بأن إدارة نينوى تسعى لإعادتنا الى مناطقنا الأصلية، لكن منازلنا مدمرة ولا نستطيع تحمل تكاليف إعادة بنائها، لدينا خيمة نعيش فيها هنا، نخشى أن نفقد هذه الخيمة أيضاً إذا عدنا".
وتوضح هديا التي تعمل في مخبز داخل مجمع شاريا، "لدينا عمل هنا واعتدنا على هذه المعيشة، لا نعاني من مشاكل أمنية، أصبنا بعشرات المراض في غضون السنوات الثمان الماضية، والآن يطلبون من العودة".
وأردفت هديا وقد ارتفعت نبرة صوتها، "لن نعود، لا بأمر المحافظ ولا بأمر أي شخص آخر، نريد خطوات عملية".