تجلس "زينب" ذات الـ14 ربيعا، في زاوية الغرفة، والتفكير يأخذ مساحة كبيرة من وقتها، في شقيقتها التي انقطعت أخبارها منذ خمس سنوات.
"كنت متأملة أن تعود اختي، ولكن تحرير أخر المواقع التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا، دون سماع أخبار عنها وعن غيرها من المختطفات التركمانيات، ترك فيّ اليأس"، هكذا تعبر "زينب" لـ"كركوك ناو"، عن حالها والدموع تسيل على خدودها.
"زينب"، وهو اسم مستعار لها، هي الأخرى كانت مختطفة، وعادت مع إستعادة مدينة الموصل في أب 2017، كما عاد ثلاثة من أشقائها في أذار 2019، إلى كنف عائلتهم، فيما زال أربعة منهم في عداد المفقودين.
عدم تعاون الأهالي وعوائل الضحايا.
انتهاكات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لم تقتصر على خطف النساء الايزيديات فحسب، حيث يؤكد مواطنون تركمان وجهات مختصة ومنظمات المجتمع المدني اختطاف مئات النساء ما زال مصير أكثرهن مجهولا.
صعوبة الحصول على تفاصيل بشان المختطفات لعدم تعاون الأهالي وعوائل الضحايا مع الجهات المختصة، عوامل زادت الملف غموضا.
وأكد الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان علي البياتي، أن "الموثق لدينا أن هناك 615 امرأة وفتاة تركمانية مختطفة، تم إطلاق سراح عدد قليل منهم حسب المعلومات الواردة". وأوضح البياتي لـ كركوك ناو، ان " صعوبة الحصول على تفاصيل أكثر عن المختطفات "نتيجة عدم تعاون الأهالي وعوائل الضحايا".
ووصل، الثلاثاء، 12 أذار 2019، أربعة أطفال تركمان، كانوا مختطفين لدى داعش، إلى ذويهم في قضاء تلعفر، بعد نحو خمسة سنوات من انقطاع أخبارهم، عقب تحريرهم من قِبل قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في قرية باغوز بريف دير الزور السورية.
من جانبه، أكد نائب رئيس مؤسسة انقاذ التركمان "TRF" المهندس عامر المولى، أن "سقوط قضائي تلعفر وسنجار، غرب محافظة نينوى، أسفر عن اختطاف تنظيم داعش نحو 1300 مواطن تركماني، حيث اختطف التنظيم عام 2014 نحو 1200 تركماني، بينهم 120 طفلا، و460 فتاة وإمراة، وخلال سنوات الاحتلال للمدينة اختطف التنظيم نحو 100 آخرين بينهم نحو 25 فتاة وامراة".
المولى وخلال حديثه لـ كركوك ناو،يوضح أنه "ولاعتبارات اجتماعية ودينية، امتنع الكثير من ذوي المختطفين، لا سيما الفتيات، عن تقديم المعلومات وتوثيق أسماء ذويهم".
وتابع قائلا "عقب تحرير مدينة الموصل، وتلعفر والمناطق القريبة منهما، تم تحرير 42 فردا، بينهم 7 فتيات وامرأة واحدة، والبقية من الأطفال دون الـ14، والمحررات، السبع، فهن بحاجة ماسة الى الدعم النفسي، والاجتماعي، والطبي، إلى جانب أنهن في وضع مادي صعب، كونهن يسكن في منازل اقاربهن، حيث ما زال أهلهن مختطفين حتى الآن، وكذا الحال مع الأطفال الناجين".
وأعلن القائد العسكري لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، السبت، 23 أذار 2019، عن الحاق الهزيمة النهائية بتنظيم داعش في سوريا بعد تحرير منطقة الباغوز من قبضته.
ويرى جمال سالم، وهو حقوقي وناشط تركماني "رغم أن التنظيم انتهى عسكريا، بشكل كامل الا أن مصير المئات من المختطفات التركمانيات، إلى جانب الايزيديات ظل مجهولا، في ظل غياب حكومي واضح عن الملف".
ويضيف لـ"كركوك ناو"، أن "آمال العثور على أخريات بعد انتهاء الحرب على داعش، باتت ضئيلة".