لا مسيحيون في المخيمات.. نصفهم هاجر والقسم الاخر يقيمون في دهوك

دهوك/ ا نيسان 2022/ مسيحيون يحيون عيد أكيتو، رأس السنة البابلية، مرتدين الزي التقليدي  تصوير: عمار عزيز

عمار عزيز – دهوك

باتت مخيمات دهوك تخلو من النازحين التابعين للمكون المسيحي بعد أن هاجر قرابة نصفهم خارج العراق فيما يقيم قسم منهم في أحياء ومناطق مختلفة من محافظة دهوك، وقلة قليلة منهم عادوا الى مناطقهم الأصلية.

حسب متابعات مراسل (كركوك ناو)، لم تبقى أية عائلة مسيحية في 16 مخيماً للنازحين بدهوك، حيث يشكل الايزيديون غالبية سكانها.

كلارا إيليا، مديرة مخيم داودي بقضاء آميدي –يأوي أكثر من ألفين وخمسمائة ألف عائلة-، قالت لـ(كركوك ناو)، ان "110 عائلة، معظمهم من محافظة نينوى، كانت تقيم في مخيمنا، وبعد تحرير مناطقهم في سهل نينوى (أواخر 2017) غادروا المخيم".

الأوضاع الأمنية في منطقتنا غير مستتبة، لذا من سيضمن أننا لن ننزح مجدداً إذا عدنا الى ديارنا

عندما فرض تنظيم داعش سيطرته على سنجار والمناطق الأخرى في نينوى عام 2014، وضع المسيحيين أمام ثلاثة خيارات: اعتناق الاسلام، دفع الجزية أو مغادرة مناطقهم دون أي أمتعة، لذا اختار معظمهم النزوح.

"بخلاف النازحين الآخرين، كان معظم المسيحيين يعيشون في الكرفانات التي وفرتها لهم الكنيسة، فيما أجر قسم منهم شقق ومنازل"،  يقول أبلحد حنا (68 سنة)، وهو نازح يقيم في شقة باإيجار في مدينة دهوك.

حنا، أب لأربعة أطفال، نزح  من ناحية برطلة بسهل نينوى، لكنه لا يريد العودة اليها، "الأوضاع الأمنية في منطقتنا غير مستتبة، لذا من سيضمن أننا لن ننزح مجدداً إذا عدنا الى ديارنا".

حسب إحصائيات الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان، عشرات الآلاف من العوائل المسيحية النازحة لم تعد حتى اليوم الى ديارها، الى جانب هجرة آلاف العوائل الأخرى - 24 ألف عائلة في نينوى فقط- الى خارج العراق.

majdy . musll (199) copy

نينوى/ حزيران 2022/ مواطن مسيحي عائد ينصب صليباً على منزله في حي الساعة بالجانب الأيمن من مدينة الموصل   تصوير: عمار عزيز 

لينوس عوديشو، عضو مجلس محافظة دهوك، وهو من المكون المسيحي، قال لـ(كركوك ناو) أن "حوالي تسعة آلاف عائلة مسيحية نزحت الى دهوك خلال حرب داعش، معظمهم استقر في الكنائس والقرى والمناطق المسيحية، فيما سكن قسم منهم في المخيمات".

"بصورة عامة، 40 الى 45 بالمائة من المسيحيين النازحين من الموصل وسهل نينوى هاجروا خارج البلاد".

ويقول عوديشو أن 50 بالمائة من مسيحيي الحمدانية وبرطلة بسهل نينوى عادوا الى ديارهم، كما هاجر ما بين 80 و 90 بالمائة من مسيحيي تلكيف الى الخارج والبقية يعيشون في دهوك.

فيما يخص مسيحيي تلسقف، يقول عوديشو أن 60 بالمائة منهم عادوا ويقيم قسم منخم في دهوك، أما مسيحيو مركز مدينة الموصل فهاجر غالبيتهم خارج العراق.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يحث فيه المسؤولون ورجال الدين المسيحيين باستمرار، من بينهم باب الفاتيكان الذي زار العراق في آذار من العام الماضي، على ضرورة عودة المسيحيين وتأهيل مناطقهم.

65 عائلة فقط نزحت من سنجار صوب دهوك، معظمهم سكنوا عند أقاربهم أو في الكنائس والقرى، وليس في المخيمات

"حتى الآن، غيرت محل سكني أربع مرات، في البداية كنا في قرية ديره بقضاء زاخو، ثم توجهنا الى مركز دهوك، بعدها انتقلنا كل بضعة اشهر من منزل الى آخر، قضينا حياتنا على هذه الحال ولم نسكن في المخيمات"، هكذا تحدث كبرائيل شمعون لحدو (66 سنة)، الذي استقر في قرية سيجي بدهوك، عن الحياة في النزوح.

يقول كبرائيل، وهو من مسيحيي سنجار والذي نزح من القضاء قبل ثمان سنوات بأن نصف العوائل التي يعرفها هاجرت خارج البلاد ولا يريدون العودة، "تهدمت منازلهم وكنائسهم، الأوضاع الأمنية المتردية وانعدام الخدمات يعيق عودتهم.

حوالي 100 عائلة مسيحية كانت تقيم في سنجار، وكانت لديهم ثلاث كنائس فجرها مسلحو تنظيم داعش مع 80 كنيسة وموقع ديني مسيحي، لم ترمم غالبيتها حتى الآن.

صباح صبري شمعون، ممثل مسيحيي سنجار، قال لـ(كركوك ناو)، "65 عائلة فقط نزحت من سنجار صوب دهوك، معظمهم سكنوا عند أقاربهم أو في الكنائس والقرى، وليس في المخيمات"، وأوضح بأن أي مسيحي لم يعد الى سنجار، "نصفهم هاجر من العراق والبقية يعيشون في مناطق اقليم كوردستان".

نزوح 30 عائلة مسيحية من أهالي قضاء الحمدانية بسهل نينوى خلال شهر تموز الماضي صوب مدن اقليم كوردستان

يشكل المسيحيون نسبة 7 بالمائة من مجموع أكثر من 664 ألف نازح مقيم في اقليم كوردستان، 42 بالمائة من الناوحين متواجدون في دهوك ويشكل سكان الموصل ومناطق نينوى الأخرى 40 بالمائة من مجموع النازحين.

ديان جعفر، مدير دائرة الهجرة والمهجرين في دهوك –تابعة لحكومة اقليم كوردستان-، قال لـ(كركوك ناو)، "لم يتبق أي نازح مسيحي في المخيمات الواقعة ضمن حدود محافظة دهوك، النازحون الموجودون حالياً في المخيمات معظمهم ايزيديون من أهالي مركز وأطراف قضاء سنجار ".

واشارت متابعة سابقة لـ(كركوك ناو)، الى "نزوح 30 عائلة مسيحية من أهالي قضاء الحمدانية بسهل نينوى خلال شهر تموز الماضي صوب مدن اقليم كوردستان".

المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، نشرت في شهر آذار من هذا العام احصائية اشارت الى تقلص اعداد المسيحيين الى 250 ألف شخص، غالبيتهم العظمى يعيشون في اقليم كوردستان، وذلك في الوقت الذي كانت فيه أعداد المسيحيين في العراق قبل عام 2003 تقدر بمليون وخمسمائة ألف.

باستثناء نينوى، أغلقت الحكومة العراقية مخيمات النازحين في جميع المحافظات الأخرى وأُعيدوا الى مناطقهم الأصلية، ما عدا مخيمات اقليم كوردستان التي تم الابقاء عليها بموجب تفاهم مع حكومة اقليم كوردستان حيث يرفض النازحون المقيمون فيها لعودة الى ديارهم بحجة عدم استتباب الأمن وانعدام الخدمات الأساسية. 

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT